شهد لبنان خلال الشهرين الماضيين ست عمليات سطو مسلح على مصارف لبنانية في عدة مناطق قاربت فيها حصيلة الأموال المسروقة مبلغ مليون دولار، لتتحول أعمال السطو هذه إلى ظاهرة أمنية توقف الأمنيون عندها بحذر، لا سيما أن بعضهم رأى أن أخطر ما فيها احتمال ذهابها لتمويل تلك التنظيمات التكفيرية القابعة في الظلمة في تكرارٍ لتجربة تنظيم فتح الإسلام الأصولي. «الجماعات الأصولية تتهيأ لتضرب من جديد في لبنان» استنتاجٌ لا يعلم أحدٌ دقته لكن الأجهزة الأمنية اللبنانية باتت تُرجح هذه الفرضية بقوة لا سيما أن المعلومات المتوافرة لديها عن «التحضير لعمليات إرهابية لتفجير الوضع وتهيئته جهادياً» تزامنت مع وقوع عددٍ من عمليات السطو المسلّح التي استهدفت عدداً من المصارف. بدايةً استُبعِدَت هذه الفرضية ورُبِطَت الجرائم بالحالة الجنائية المتنامية لبنانياً، لكن أصابع الاتهام ما لبثت أن عادت لتُوجَّه إلى هذه المجموعات، وهو ما أثار حالةً من الذعر تخوّفاً من عملٍ أمني يُحتمَل وقوعه خلال الأيام المقبلة، باعتبار أن ما يجري شبيه بعمليات السطو التي قام بها عناصر تنظيم «فتح الإسلام» على أحد المصارف في منطقة الشمال بهدف توفير مصروفاته من تأمين مستلزمات عسكرية ولوجستية لمقاتليه. بموازاة ذلك، سبق هذه العمليات خلال الأشهر الأخيرة عشرات أعمال السطو والخطف، وكان يُطلب لقاء إطلاق المخطوفين مبالغ مالية، علماً أن هذا العمل يندرج في زاوية الارتزاق وتأمين الموارد المالية لا سيما عملية خطف الأستونيين السبعة التي نفّذتها مجموعة اللبناني وائل عباس الذي أوقف في قطر قبل أن يجري تسليمه إلى السلطات اللبنانية. وبالعودة إلى العمليات التي حصلت، نجح المشتبه فيهم حتى الآن في السطو على مصرف «فيدرال بنك» في الدامور والمصرف «اللبناني الفرنسي» في الضبية، كما تمكنوا من السطو على مصارف «SGBL» في كفرشيما و»بيبلوس» في الشويفات. ومنذ عدة أيام، نفّذ المشتبه فيهم عملية في منطقة الأشرفية، حيث دخل مسلحان مجهولان يرتديان خوذتي دراجة نارية إلى مصرف «فينيسيا» عند طلعة ساسين وأشهرا مسدسين حربيين باتجاه الموظفين المسؤولين عن صندوق المصرف ثم سلبا بعد تهديدهما بالقتل مبلغا يقارب الخمسين ألف دولار أمريكي وخمسين مليون ليرة لبنانية قبل أن يفرا على متن دراجة نارية، كانا قد أوقفاها بالقرب من المصرف، باتجاه منطقة كرم الزيتون. وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن عمليات السلب الأربع الأخيرة التي حصلت خلال شهر تقريباَ، تظهر أن مواصفات السالبين وطريقة السلب المستخدمة متشابهة، ما يُرجّح احتمال أن تكون المجموعة المنفّذة عصابة واحدة، ففي المصرف الأول أشهر المشتبه فيهم مسدساً حربياً في بهو المصرف من دون أن تقع إصابات، وفي المصرف الثاني أيضاً، تم إطلاق النار في بهو المصرف من دون أن تحصل إصابات، أما في المصرف الثالث، فبادر المشتبه فيهم إلى إطلاق النار بعد دخولهم إلى المصرف مما أدى إلى إصابة المواطنة وهيبة نصر في قدمها.