تعتبر السياحة صناعة تعتمد عليها بعض الدول بعد الله في دخلها القومي وهي الصناعة الوحيدة التي لاتخلف وراءها تلوثا ويطلق عليها الصناعة النظيفة وهي مثل الصناعات الأخرى في كونها جالبة للاستثمارات وتولد مزيدا من فرص العمل ونجاح السياحة مرتبط بالبنية التحتية من طرق حديثة ووسائل نقل حديثة ومرافق للإيواء والترفيه ومطاعم لجميع أنواع السياحة من سياحة آثار وسياحة دينية وسياحية علاجية وسياحة تراث وسياحة تسويقية والمملكة العربية السعودية حباها الله بمساحة شاسعة حيث تعتبر قارة، بها عدة أجواء مختلفة فمثلاً في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية مثل مدينة القصيم وعنيزة وحائل والجوف وتبوك ورفحاء والقريات عرعر وسكاكا فهذه جوها معتدل صيفا وأما الجهة الساحلية فهناك تبوك والوجه وضباء وهذه أيضا مناطق مناخها جميل وتتميز بشواطئ جميلة ولم تستثمر حتى الآن وأما في الجهة الغربية فهناك ينبع وينبع النخل وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة التي تعتبر مقصدا للزوار للسواح من الناحية الدينية وهناك العلا وتتميز بوجود الآثار في مدينة صالح وأما من الطائف وبلجرشي واملج وجنوبا فهناك الباحه وأبها وخميس مشيط وهذه أيضا تتميز بالمناخ المعتدل صيفا مع الأمطار والضباب وهناك جازان بغاباتها وجزيرة فرسان بشواطئها الجميلة فهي تتميز خاصة بالجو الجميل في الشتاء حيث تتميز بالأمطار صيفا وأما المنطقة الشرقية فهناك شاطئ نصف القمر والخبر وشاطئها الجميل وهناك الأحساء وجبل قارة وشاطئها الجميل العقير وأما في الرياض فهناك سياحة تسويقية وثقافية وسياحة برية فمثلا عند الاستثمار في السياحة البرية لو أقيمت مخيمات شعبية منظمة في الصحراء في المساحات الشاسعة حيث يضم كل مخيم مائتي خيمة و مكانا للاستقبال ومسبحا وصالة بلياردو وملعبي قدم وطائرة ودوارت مياه ومطعم يقدم الإفطار كبوفيه مفتوح والغداء وخدمة الشواء ليلا، وهناك أيضا غرف مبنية على التراث القديم للجلوس فيها والنوم وأن يكون هناك أيضا بعض الخيول والجمال، ولقد اطلعت على هذه التجربة في دولة عمان بمخيم اسمه مخيم ألف ليلة وليلة في البر وأنا تكلمت عن هذه التجربة ليس على سبيل الحصر ولكن قطرة من بحر في السياحة فأتمنى من المستثمرين السعوديين والأجانب أن يقوموا بعمل المشروعات السياحية لأنها ناجحة بكل المقاييس ولاننتظر أن تقوم الدولة حتى بهذه المشروعات فليس كل شيء على الدولة التي يتوجب عليها تقديم التسهيلات والقروض والتصاريح كما تقوم بعمل البنية التحتية والباقي على المستثمر السعودي والأجنبي فما أود أن أذكر به هو وجود تنوع المناخ في بلادنا وتوفر الأمن والحمد لله فالمطلوب هو توفير فنادق وشقق وأسواق وملاه ومنتجعات سياحية كما أن هناك بعض المناطق التي تحتاج لإصلاحات فمثلا هناك مساحة كبيرة على شاطئ جدة غير مهيئة للسياح خاصة في ظل وجود صبات ومجاري تنفر الزوار منها! كما أن هناك بصفة عامة ترد في الخدمات من حيث غلاء في السكن في الشقق المفروشة كما يوجد ضعف في المواصلات من جهة الرحلات الجوية بسبب عدم توفيرها من عدة شركات للطيران كما لاننسى انعدام وجود شبكة لسكة الحديد مابين مناطق المملكة فالبنية التحتية للسياحة لدينا تولد بيئة طاردة للسياحة خاصة إذا علمنا حجم أنفاق السياح السعوديين في السياحة الخارجية يقدر 61 مليار ريال سنويا فنحن مع الأسف نعتبر مصدرين سياح للدول الأخرى لأن البنية التحتية للسياحة لدينا تعتبر في بعض الأماكن معدومة، وفي أماكن أخرى سيئة، وشحيحة في أماكن أخرى ولكي تكون لدينا سياحة ناجحه فعلينا الاهتمام بالأمور التالية: تقديم التصاريح السريعة الخاصة بمشروعات السياحة وإقامة المعارض، تخفيض تذاكر الطيران المحلي، معالجة غلاء الشقق المفروشة، بناء شبكة خطوط للقطارات مابين مدن المملكة، تسيير رحلات داخلية منتظمة من قبل الخطوط السعودية والخطوط الأخرى للقضاء على مشكلات حجوزات الطيران، بناء استراحات حضارية على الطرق حتى تكون نزلا في السفر وتكون هناك عقوبات في حال عدم الصيانة أوالنظافة، بناء المزيد من الفنادق والشقق والمنتجعات في المناطق التي يقصدها السياح مثل الطائف والدمام والخبر وأبها وخميس مشيط والباحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من المدن، توفير صندوق للسياحة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجال السياحة، الاهتمام بمواقع الآثار والمواقع التاريخية وترميمها، التعاقد مع شركات ليموزين المطار لكي يتم خدمة السائح الأجنبي والسعودي، إنشاء مطارات وتطوير بعضها، توفير الخدمات من ماء وكهرباء واتصالات وتلفريك في جميع المناطق التي يمكن أن يأتيها السواح، توفيرخدمة حجز الفنادق والغرف المفروشة من خلال الإنترنت، عدم احتكار ملكية السواحل للأفراد حتى لايشكل ذلك عائقا للاستثمار، عند إنشاء شواطئ وشاليهات يراعى فيها الخصوصيه السعودية وتكون أسعارها مناسبة للجميع، تحويل هيئة السياحة والآثار إلى وزارة حتى تتلقى دعما أكبر من الدولة – حفظها الله – لكي تستطيع أن تقوم بدورها على أكمل وجه، فالمواطنون وعائلاتهم بحاجه للترفيه عن أنفسهم وأماكن لكي تكون متنفسا لهم حتى لايسافروا إلى الدول الأخرى للبحث عن ذلك وفي نفس الوقت إذا اهتممنا بالسياحة فإنها ستوفر وظائف للشباب السعودي وستكون دخلا آخر للدولة غير البترول، فهل سيكون سمننا في دقيقنا ؟!