في هذه الأيام ومن خلال محاوراتي لكثير من الناس حول الإجازة وكيفية التعاطي معها وماهي الفرص المتاحة لاغتنامها؟! تفاجأت بأن كثيرا منهم متفقون على استشراء ما يسمونه «الطفش» في حياتهم، وتغلغل الملل في أعماقهم، وتسرب السآمة إلى قلوبهم! هكذا كانت إجاباتهم، ومما يجدر ذكره هنا أن الإنسان هو مقياس نفسه وعنوان ذاته وهو الذي يتحكم في نفسه وهو الذي يختار سعادته أو يتقهقر في ظلمات شقائه. أيها الطفشان لماذا تحكم على ذاتك وتقرر أن تقرفص في بوتقة ضيقة يشوبها الملل وتحلق في سماواتها الكآبة؟. يا صديقي ألم يهبك الله كثيرا من المقدرات؟ وإذا أردت أن تتعرف إليها أكثر فانظر من هم حولك، ستجد بأنك تمتلك الصحة والعافية، وقوت يومك، والقدرة على الركض فوق الأرض، إذن لماذا تحكم على نفسك بالموت وترمي بذاتك في زاوية الكون وتكتفي ببقايا الحياة! ألم تستمع إلى حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث يقول (من أصبح آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها وفي رواية بحذافيرها). إذن أنت تمتلك كل شيء، فالروح الباسمة ينبغي أن تسري فيك، والأمل الحي ينبغي أن يكون نابعا منك، وكما قال ذلك الحكيم (أنت لا تعرف ما بإمكانك فعله حتى تفعل) ابدأ من الآن ولا تتوقف. والمشكلة الكبرى التي فهمتها من حواراتهم أنهم مؤمنون بهذا الوضع النفسي ويقولون أنه يستحيل تغييره! وكما قالوا: سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فقال في رأس العاجز! فهل أنت عاجز؟! لا، لست كذلك لأنك تتمتع بحيوية الشباب وتمتاز بنقاء الروح وفيك الكون كامن دونما تشعر، وتستطيع أن تزيل الجبال، فلماذا تعتقد خلاف ذلك؟ أيها الحي، عجلة الحياة تسير، والدنيا بخير، والسعادة تحلق بين جنبيك، والروح وقودك، وأنت خليفة الله في الأرض، وأنت القائد فلا تتوقف، وبادر بتحقيق ذاتك على هذا المسرح الكبير. حكمة:(كيف يعرف السنونو طموحات الأوز؟) مثل صيني.