أدانت أحزاب ومنظمات تونسية الاعتداء الذي تعرض له عضو المجلس الوطني التأسيسي ورئيس الهيئة العليا للحزب الجمهوري المعارض، محمد نجيب الشابّي، من قِبَل مجموعة يشتبه أنها من التيار السلفي. وندد المجلس التأسيسي وحركة نداء تونس بزعامة رئيس الوزراء السابق الباجي قائد سبسي وأحزاب يسارية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيانات بالاعتداء على الشابّي مطالبين وزارة الداخلية بفتح تحقيق رسمي في الحادثة التي رأوا أنها قد تتكرر لرموز سياسية معارضة بما يمثل عودةً إلى ممارسات النظام السابق. كما عبرت رئاسة المجلس التأسيسي عن تمسكها بحفظ وصون كرامة وحصانة جميع النواب باعتبارهم ممثلين شرعيين للشعب. بدورها، دعت رابطة حقوق الإنسان السلطات إلى توفير الأمن لمسؤولي الأحزاب أثناء القيام بنشاطاتهم في المناطق المعروفة ب «تفشي العنف السلفي» حسب تعبيرها. فيما حمَّلت حركة «نداء تونس» الحكومة مسؤولية هذا الاعتداء ودعتها إلى تحديد موقفها تجاه هذه الأفعال الإجرامية والمجموعات التي تمارسها. وفي وقتٍ لاحق، التحقت حركة النهضة المنشغلة بمؤتمرها التاسع بركب المنددين، وأعلنت تضامنها مع الشابّي راجية ألا يقود هذا الاعتداء إلى المزيد من الاحتقان السياسي في البلاد. وكانت الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي قالت إن «مجموعة سلفية متطرفة» اعتدت على الشابّي أثناء زيارة قام بها إلى ولاية جندوبة شمال غرب البلاد. وأضافت الجريبي أن هذه المجموعة كانت مسلحة بالهراوات والحجارة واعترضت سبيل الوفد الذي كان برفقة الشابي واعتدت عليه بالضرب كما قامت بتخريب السيارات المرافقة. ويعتبر الشابّي من أشهر المعارضين لنظام زين العابدين بن علي وهو مناضل حقوقي بدأ مسيرته السياسية منذ أواخر الستينات من القرن الماضي. وفي شأنٍ آخر، أعلنت وزارة العدل التونسية يوم السبت أن والدة محمد البوعزيزي، البائع المتجول الذي حرق نفسه احتجاجا على مصادرة أدوات عمله وفجّر الثورة في تونس، أُودِعَت قيد الحبس الاحتياطي وستمثُل أمام قاضي التحقيق بعد مشادة كلامية مع أحد الموظفين. و قال الناطق باسم الوزارة، المنذر بالضيافي، أن المنوبية البوعزيزي أوقفت الجمعة إثر شجار مع قاضٍ داخل محكمة سيدي بوزيد ونُقِلَت إلى مركز اعتقال في مدينة قفصة جنوبي تونس، وبيَّن أنها أودعت قيد الحبس في انتظار أن يستجوبها قاضي التحقيق بتهمة إهانة موظف خلال ممارسة مهامه. وكانت عائلة البوعزيزي غادرت ولاية سيدي بوزيد بعد أشهر من الثورة لتستقر في ضاحية المرسى الراقية شمال العاصمة تونس بعد أن سرت شائعات حول إثرائها بشكل غير قانوني. من جانبه، عبر رئيس حركة وفاء، عبد الرؤوف العيادي، عن استغرابه مما حصل لوالدة البوعزيزي، وقال «إن ظروف اعتقالها تثير الاستغراب، فالجريمة التي نُسِبَت لها لا تستوجب الإيقاف التحفظي». وانتقد العيادي كل ما جدَّ من أحداث داخل المحكمة الابتدائية بمدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية. والدة البوعزيزي