كانا يعرف أين يقع جبل أحد. ولكن من الذي فينا يعرف أين يقع جبل ثهلان؟ رغم أن أبا البقاء الرندي الأندلسي قارب بين الجبلين في قصيدته التي رثى بها الأندلس عند سقوطها قائلاً «دهى الجزيرة أمرٌ لا مرد له … هوى له أحدٌ وانهد ثهلانُ»، الجبل الذي يبعد عن الرويضة سبعين كيلاً، ويجاور قرية الشعراء، والذي يحزنك عند رؤيته لأنه أصبح غريباً بين أهله، فشبابنا أصبحوا يعرفون مطاعم باريس وشوارع لندن ويجهلون معالم حضارتهم، ولا يشعرون بالخزي والعار! لأن إعلامنا هو أيضاً يقدم الآخر وينسى نفسه، أو هو يخجل من نفسه، لأنه لا يعرفها!