وزراء الحكومة المغربية يتقدمهم بن كيران (الشرق) الرباط – بوشعيب النعامي علمت “الشرق” أن الأحزاب المشكِّلة للحكومة المغربية ستعقد اليوم في الرباط لقاءً يجمع بين زعمائها لوضع التجربة الحكومية تحت مجهر التحليل وتشريح فترة ستة أشهر من قيادة الحكومة وبحث سبل معالجة الاختلافات التي طفت على السطح في الفترة الأخيرة مما يهدد بتصدع الأغلبية. وقالت مصادر “الشرق” إن رئيس الحكومة والقيادي الإسلامي عبد الإله بنكيران سيكون مرغما على تصحيح مواقف حزبه العدالة والتنمية من الائتلاف الحكومي في ظل تصاعد الانتقادات التي يوجهها نواب حزبه لعددٍ من القطاعات والوزارات التي يشرف عليها شركاء “العدالة والتنمية” مما خلَّف استياءها. وفي رأي المصادر نفسها، فإن الخلاف بين وزير الداخلية وأمين عام الحركة الشعبية محند العنصر ونواب العدالة والتنمية سيكون له نصيب الأسد خلال الاجتماع بالنظر إلى تصاعد وتيرة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، والتي يتابعها الشارع المغربي باهتمام كبير، لدرجة أن قياديين في الحركة الشعبية طالبوا بمراجعة الموقف من الحكومة وإعادة النظر في مشاركتهم في الائتلاف في حال استمرار التهجم على زعيمهم العنصر. إلى ذلك، اعتبر زعيم سياسي بارز، في حديثٍ ل “الشرق”، إن على “نواب حزب العدالة والتنمية مراعاة الظرفية السياسية وتلافي توجيه سهام الانتقادات لشركائهم في تسيير الشأن الحكومي لأن ذلك لا يخدم أبدا مصلحة الائتلاف بقدر ما يساهم في زرع الشك بين صفوفه”، مضيفا أن أي “تصدع يحسب على التجربة الحكومية الحالية، وخاصة على العدالة والتنمية الذي لا يمكنه أن يواصل مهامه بنجاح حال اختلال التوازن القائم أو إقدام حزب من الأحزاب الأخرى على الانسحاب من الحكومة الحالية”. ودعا المصدرنفسه إلى توحيد الخطاب والسعي إلى إنجاح التجربة التي تبقى منفردة في المنطقة العربية كون الحكومة مشكلة من أطياف متباينة المذاهب ولم يكن من السهل إقناعها بالاصطفاف وراء “العدالة والتنمية” ذي المرجعية الإسلامية، وهو ما خلَّف تصدعا داخل هياكل تلك الأحزاب على اعتبار أن قاعدة مناضليها نادت بعدم الاستجابة لدعوة بنكيران. وأسرَّت مصادر “الشرق” أن الاجتماع سيكون فرصة مواتية لتوضيح علاقة فريق العدالة والتنمية البرلماني المكون من 107 أعضاء مع مكونات الحكومة.