توفي رائد القصة القصيرة في العراق، وأحد مؤسسي الأدب العراقي الحديث، محمود عبد الوهاب، الأربعاء، في أحد مستشفيات البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، إثر تدهور صحي عن عمر ناهز 82 عاماً. تميزت أعمال القاص الراحل الذي ولد في بغداد العام 1929، وعرف في الأوساط الأدبية العراقية ب»ساحر الكلمات»، بأسلوب سردي نابع من اهتمامه بمدينته الساحرة البصرة، التي عجز أن يكتب أعماله ومنجزه الأدبي بعيداً عن أجوائها الحياتية التي قضى فيها سنوات حياته وحيداً، بعدما فضل العيش بعيداً عن الحياة الزوجية. أكمل عبد الوهاب دراسته في جامعة بغداد، وتخرج في كلية الآداب، ثم عمل مشرفاً تربوياً في مدينة البصرة، ليستقر هناك متفرغاً للوظيفة والأدب والحياة الثقافية، قبل أن يواجه منعطفاً حساساً في رحلته مع الأدب والقصة، عندما فصل من عمله في ستينيات القرن الماضي لأسباب سياسية. نشر الراحل عبد الوهاب أول قصة في مجلة الآداب البيروتية العام 1954، وكان عنوانها «القطار الصاعد إلى بغداد»، ومن قصصه الشهيرة «سيرة بحجم الكف»، و»رائحة الشتاء»، التي حملت في العام 1997 عنواناً لمجموعته القصصية الأولى. يقول الكاتب والإعلامي علي حسين إن «مشوار عبد الوهاب مشوار طويل شقه بالإصرار والمثابرة، والأهم بالمعرفة، حتى حقق ما اعتقد بأنها أحلامه». وأضاف «تيقنَّا، نحن محبيه، أنها أحلام الكبار، عبر قصص كتبت بحرارة الحس والقلب، بعيداً عما يفسد على القصص حيويتها». ومدينة البصرة الجنوبية هي موطن الشاعر بدر شاكر السياب، وخرجت منها أسماء أدبية وفنية لامعة في سفر الثقافة، منها التشكيلي فاروق حسن، والقاص محمد خضير. وانتقد الناقد والكاتب العراقي المعروف ياسين النصير الإهمال الذي يواجهه المثقفون في العراق، قائلاً «نأسف أننا في بلد يهتم بالمقاولين الصغار، ولا يهتم بالمثقفين»، في إشارة إلى عدم حصول الراحل عبد الوهاب على رعاية خاصة، وعلاج، سواء في بلده، أو خارجه.