أمس، في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس، رأى العالم أن سوريا تعود، تدريجياً، لأهلها. ثمن باهظ يدفعه السوريون منذ أربعين عاماً من أجل استعادة وطنهم. اختطف آل الأسد سوريا بتاريخها العظيم وحولوها إلى «غنيمة» لطائفتهم. المؤلم أن سرقة سوريا تمت باسم العروبة والبعث ومقاومة العدو. ومن لديه أدنى شك في نظرة آل الأسد الطائفية لسوريا فليفكر في آلية القتل المنظم ضد السُنَّة تحديداً في سوريا. نحن – بالتأكيد – ضد الظلم والقتل الموجه لأي أحد، في سوريا أو خارجها، باسم الطائفة أو تحت أي ذريعة. ونحن بكل تأكيد ضد التحريض الطائفي، أياً كان شكله ومصدره. ولكننا – في المثال السوري – معنيون أن نفهم كيف يفكر النظام الطائفي في سوريا مع التذكير بأن هذه السياسة الطائفية (العنصرية) كانت من مبادئ نظام آل الأسد منذ بداياته. ولهذا جاء مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس أمس من مؤشرات اقتراب الفرج في سوريا. لا حل مع نظام قمعي وهمجي وعنصري إلا باللغة التي يفهمها: القوة. والسوريون قالوها صراحة: ادعموا الجيش الحر وسنحرر سوريا. والدعم الأساسي – ولنقلها صراحة – يأتي بتزويد الجيش الحر بالسلاح النوعي لمواجهة آلة الموت التي يمتلكها نظام الأسد بدعم روسي صيني إيراني لم يتوقف. ودعم الجيش الحر عسكرياً قد يكون أفضل الحلول لمواجهة مخاطر انتشار الجماعات المسلحة التي يعتبرها البعض ذريعة ضد تسليح المعارضة. فقيادات الجيش الحر شخصيات وطنية معروفة ويمكنها السيطرة على الأوضاع بعد سقوط نظام الأسد القريب، بل إن الجيش الحر هو نواة الجيش السوري الوطني القادم. يستطيع الساسة أن يتحدثوا لساعات عن سوريا ومستقبلها. ونستطيع نحن أن نكتب عشرات المقالات الداعمة للمقاومة الوطنية السورية العظيمة. لكن الجيش الحر هو أهم اللاعبين على الأرض وهو الأكثر قدرة على إسقاط نظام الأسد الذي لا يفهم سوى لغة القوة. أما ما عدا ذلك فلن يحقق سوى إعطاء فرصة أطول لبشار الأسد لسفك المزيد من دماء السوريين قبل أن ينتهي نهاية نسأل الله أن تكون مثل نهاية القذافي أو أسوأ.