المنتخب الإيطالي عانى بعض الشيء عندما وضعته الظروف في مباراته الأخيرة في مجموعته في بطولة يورو 2012 ضد إيرلندا في موقف يتوجب عليه انتظار نتيجة مباراة أسبانيا وكرواتيا، حيث كان تعادلهما بهدفين أو أكثر يعني إقصاء الأزوري من البطولة. وعندما فاز المنتخب الأسباني قام قائد منتخب إيطاليا بوفون بتوجيه شكره للمنتخب الأسباني. والآن مرت الأيام وسيلتقي بوفون ورفاقه بالمنتخب الأسباني على نهائي البطولة، فهل كانت تلك اللحظة هي نقطة الانطلاق للقب بالنسبة للإيطاليين والتي شكرهم عليها بوفون؟ وكيف سيعبّرون عن ذلك للأسبان في النهائي الكبير؟ امتداداً لما ذكرته حول المباريات المصغرة التي سنشهدها داخل مباراة اليورو الختامية الكبرى، فإن اللقاء سيكون أيضاً بين حارسين عظيمين: بوفون حارس يوفنتوس، وكاسياس حارس ريال مدريد، الذي قال بالأمس أنه لطالما اعتبر بوفون مثلاً أعلى له، وأنه هو والحراس الذين في عمره كانوا ينظرون لبوفون كنموذج يرغبون بالوصول لمستواه. وللمعلومية، فإن هذين الحارسين احتكرا جائزة الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء لأفضل حارس في العالم منذ عام 2003 حتى الآن باستثناء عام 2005 حين فاز بيتر تشيك باللقب. حيث كان قد حصل عليها بوفون أعوام 2003، 2004، 2006، 2007، ثم سيطر عليها كاسياس من 2008 إلى 2011. وهما أيضاً كانا قد حصلا على لقب أفضل حارس في كأس العالم، بوفون في 2006 حين فازت إيطاليا باللقب، وكاسياس في 2012 حين أحرزت أسبانيا أولى ألقابها المونديالية. الحارسان ساهما بفاعلية في تأهل منتخبيهما للمباراة النهائية في يورو 2012، بوفون تصدى لركلة ترجيحية في دور الثمانية أمام المنتخب الإنجليزي، وكاسياس تصدى كذلك لركلة برتغالية في نصف النهائي. هذا بخلاف الدور الفعال لهما خلال المباريات الخمس السابقة. فبالنسبة لبوفون، كان قد تصدى خلال المباريات السابقة ل18 تسديدة وسمح بولوج 3 أهداف أحدها من ركلة جزاء. فيما تمكن إيكر كاسياس من التصدي ل11 كرة وحافظ على شباكه نظيفة في أربع مباريات متتالية بعد أن اهتزت مرة وحيدة في اللقاء الإفتتاحي وكانت أيضاً ضد منتخب إيطاليا! هنا تشاهدون إحصائية قدمها موقع يوروسبورت تقارن بين أداء الحارسين خلال البطولة، الصورة توضح عدد المباريات، الأهداف المسجلة عليهم، نسبة الأهداف إلى الدقائق الملعوبة، عدد المباريات التي حافظوا فيها على شباكهم، عدد التصديات، متوسط التصديات لكل مباراة، وأخيراً نسبة التصديات إلى التسديدات: يختلف الكثيرون حول أفضلية أحدهما على الآخر، فهناك من يرى أن بوفون نظراً لمواجهته لاختبارات أكثر خلال مباريات منتخبه فإن تأثيره أكبر على نتائج إيطاليا، في حين أن كاسياس الذي يخفف أسلوب لعب منتخبه من الضغط عليه لم يختبر كبوفون. بينما يذهب البعض للقول أن إيطاليا اعتادت على وجود حراس مميزين عبر تاريخها لم يكن بوفون أولهم ولن يكون آخرهم، بعكس أسبانيا التي تسبب ضعف حراستها في ابتعادها عن المنافسة على أكثر من بطولة، إلى أن جاء كاسياس الذي أدخل شعور الأمان والاطمئنان للاعبي وجمهور اللاروخا. لننتظر المباراة ونشاهد أي الحارسين سيؤكد أنه يشكل “نصف فريقه” كما يقال.