قال رئيس مجلس إدارة جمعية التشكيليين السعوديين السابق عبدالرحمن السليمان ل»الشرق»، إن استقالته من رئاسة المجلس مسألة «ليست بحاجة إلى التوضيح. كنا مكلفين من قبل وزير الثقافة والإعلام وانتهت فترة التكليف في 29 مايو (الماضي)، وطلبت مني الوزارة الاستمرار لكني اعتذرت». وأضاف «كنا قد طلبنا إقامة الجمعية العمومية، لكن الجمعية بحاجة إلى ميزانية، ولم نعط أي شيء»، موضحاً أن الجمعية سعت مراراً إلى عقد جمعيتها العمومية، وعانت صعوبة كبيرة في ذلك، ولم تقم سوى واحدة. وأكد أن الجمعية أو غيرها من الجمعيات لن تقدم شيئاً إذا لم تتلق دعماً، فهي جمعيات تابعة لوزارة الثقافة والإعلام، وليست أهلية. وقال «كنا نتوقع أن تدعم الوزارة الجمعية، كما دعمت الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، لكن ذلك لم يحدث». وأشار السليمان إلى أن أي شخص، لو استلم، مجلس إدارة الجمعية، «لن يفعل شيئاً، إذا لم يحصل على دعم مادي». وقال «كان وجودنا وعدمه واحدا، لأننا لم نستطع تقديم أي شيء للجمعية». وتمنى السليمان أن يتم تفعيل دور الجمعية، «نحن سعيدون بوجودها، ولو حصل وتلقت دعماً، سيكون لها دور مهم في الحركة التشكيلية في المملكة». محمد المنيف وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، كلف محمد المنيف، الذي كان نائباً لرئيس مجلس الإدارة، برئاسة مجلس إدارة الجمعية وإدارة شؤونها لحين انعقاد الجمعية العمومية وتشكيل مجلس جديد للجمعية، بعد قبول استقالة السليمان. وبعد تسلمه رئاسة الجمعية، قال المنيف، ل»الشرق»، إن وضع الجمعية أفضل بكثير من بقية الجمعيات التي أنشئت في ذات الوقت، مثل جمعية المسرحيين والمصورين والخطاطين ورسامي الكاريكاتير، معللاً ذلك بأنه كان لها بروز في عدد من الأنشطة، وأقامت عدة ورش متخصصة، وأنها موجودة «على الساحة عكس الجمعيات الأخرى». وحول وضع الجمعية، أوضح أن الجمعية تسير بتأن وهدوء، بعد مرحلة مخاض مرت بها، «يكفينا أننا أسسنا هذه الجمعية، والإعداد لها يحتاج إلى صبر». وأشار إلى أن العجز المالي للجمعية، هو نتيجة لعدم وجود ميزانية مخصصة من الوزارة، مشيراً إلى أن هناك خطة في عدم الاعتماد على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، إذ ستسعى الجمعية للتعامل مع القطاع الخاص في الحصول على الدعم المادي، مؤكداً في الوقت نفسه، وجود دعم لوجستي من وكالة الوزارة، «فهي تقف إلى جانب الجمعية في التواصل مع القطاع الخاص». وشدد على ضرورة عدم الاستعجال في انتظار دور الجمعية، مؤكداً أنها ما تزال في مرحلة التأسيس، ولو تطورت كل عام بنسبة 5% ستصل يوماً ما لتطورها المنشود. وسيركز المنيف في إدارته على جانبين، هما الشباب والفروع، حيث يقول إن دور المركز الرئيس يتمثل في المتابعة والتوجيه وتسهيل مهام الفروع، «جذع الشجرة لا يثمر، إنما تثمر الفروع». وقال «لن أعمل على المركز الرئيسي بل الفروع». ودعا المنيف الفنانين وأعضاء مجلس الإدارة، للمشاركة بطرح الحلول، وألا تقف مشاركتهم على الانتقاد، «لك الحق أن تنتقد، لكن عليك أن تقدم الحلول، فنحن لسنا أنبياء ورسلا مطهرين لا نخطئ». وقال إن الفن التشكيلي آخر الاهتمامات الثقافية في البلاد، داعيا الفنانين والفنانات لإثبات وجودهم على الساحة، مضيفا أن على التشكيليين أن يعوا «أن الجمعية مهما كانت، لن تحقق جميع أحلامهم»، ويجب «أن نسعد أن لكل تشكيلي بطاقة معترفا بها من وزارة ذات علاقة، عكس ما كان قبل الجمعية»، حيث يستطيع التشكيلي اليوم «أن يعرضها (البطاقة) ويسافر بها، ويمثل بها المملكة، كفنان سعودي». وحول اجتماع الجمعية العمومية، أوضح المنيف أنه يمر بمعوقات عديدة لانعقاده، لأن الفنانين من داخل وخارج الرياض، ما يضطر الجمعية لتحمل تكاليف تذاكر السفر والإقامة، مؤكداً أن هناك خططا يتمنى تحقيقها على أن يقتنع بها التشكيليون، مشيراً إلى سعي الجمعية للتواصل مع القطاع الخاص ليتعاون معهم في تحمل تكاليف تذاكر الطيران وحجوزات الفنادق.