صدر عن دار الساقي كتاب «بالخلاص يا شباب» للكاتب ياسين الحاج صالح، الذي يلقبه كثيرون ب«حكيم الثورة السورية» ليس لكونه طبيباً، بل كاتباً معتدلاً لم تأخذه آلام وذكريات السجن إلى الحقد، وإنما ظل أميناً لغايته التي قضى بسببها 16 عاماً في معتقلات الأسد الأب، وهي سورية الحرة الديمقراطية. اعتقل الحاج صالح من كلية الطب في جامعة حلب بتهمة الانتماء إلى حزب معارض، وتنقّل بين سجن حلب المركزي ومعتقل عدرا في دمشق مدّة 15 عاماً، وهي الحكم الذي تلقاه من محكمة أمن الدولة، وقبل أن تنتهي مدّة حكمه يُعرض عليه أن يصبح مخبراً، يكتب التقارير، ويشي بأصدقائه. يرفض ياسين، ويرحَّل مع ثلاثين سجيناً إلى سجن تدمر الرهيب، ليمضي سنة إضافية في مكان جحيمي لا تنفتح أبوابه إلا لتلقي الطعام والعقاب. هناك، لا أخبار جديدة، لا طعام شهياً، لا زاد عاطفياً، لا شيء طازجاً من أي نوع. زمن آسن متجانس، أبدية لا فوارق فيها ولا مسام لها. سجناء يقتلون الوقت بما يتاح من وسائل التسلية، وآخرون يروّضونه بالكتب والأقلام. عالم بلا نساء، لا أسرار فيه ولا خصوصيات. زمن الثورة السورية يبدو وقتاً مناسباً للإفصاح عن هذه النصوص المؤلمة، حيث تجربة سجين ومفكّر سياسي عاش 16 عاماً من عمره على حافة التحطّم والخوف. ياسين الحاج صالح كاتب سوري مقيم في دمشق، ينشر في عدد من الصحف والمجلات العربية. صدرت له كتب عديدة، في التأليف، أو الترجمة، منها رواية «مايا» للنرويجي جوستن غاردر، صاحب رواية «عالم صوفيا»، كما صدرت له عن دار الساقي «أساطير الآخرين». ياسين الحاج صالح