قال نازحون من مدينة دوما في ريف دمشق ل «الشرق» إن الوضع الإنساني فيها أصبح مشابهاً لما جرى في حي بابا عمرو في حمص قبل أشهر. وأوضح النازحون من دوما أنها تعاني شحاً في المواد الغذائية والأدوية، وهو ما اضطر أعدادا متزايدة من السكان إلى النزوح، مؤكدين أن عشرات العائلات غادرتها منذ صباح الأمس بسبب القصف العشوائي، خصوصاً من حي عبدالرؤوف والحجارية والمساكن. وتنبعث رائحة البارود من المدينة وتمتزج بروائح القمامة المتراكمة منذ أيام دون أن يستطيع السكان ترحيلها لشدة القصف وإطلاق النار على من يقترب منها، كما تحدث النازحون عن حرب حقيقية في مزارع الشيفونية والريحان، وعن ملاحقة قوى الأمن والشبيحة للمزارعين، وعن استهداف بعض المدارس مثل مدرسة «عناتر» مع استمرار إطلاق الرصاص من القناصة والحواجز على المدنيين، إضافة لمداهمة بيوت بلدة الريحان واعتقال بعض شبابها. وقال شاهد عيان إنه منذ بداية القصف انقطعت المواصلات وأُغلِقَت المحال التجارية ولم يعد يتوفر خبز أو مشاف أو صيدليات، وحتى الكهرباء قُطِعَت في بعض المناطق بسبب أضرار سبَّبها القصف لمحوِّلات الكهرباء، في حين فاقت نسبة النزوح في مناطق مثل شارع الكورنيش وشارع القوتلي وحيي الحجارية وعبدالرؤوف 80 % من السكان. وأشار ناشطون من دوما إلى استمرار القصف على نحو متقطع على حي «العب» من ضاحية الأسد بمعدل قذيفة كل دقيقتين تتخللها فترات هدوء، بينما رُصِدَت نحو أربعين دبابة تتجه من الريحان نحو دوما. إلى ذلك، خرجت مظاهرات مناصرة لدوما في حرستا والتل والزبداني وسقبا وعربين والمليحة وببيلا وحمورية ومعضمية الشام وجديدة عرطوز البلد وعقربا والبويضة والسيدة زينب وزملكا وزاكية وداريا. وفي قدسيا، أعرب ناشطون عن تشاؤمهم من الوضع رغم توقف القصف والاقتصار على اشتباكات متفرقة، خاصة بعد انتشار تسريبات عن معالجات أمنية وعسكرية مرتقبة للمدينة، مؤكدين أن قناصة يتمركزون على الأبنية المحيطة بالجمعيات يومياً من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً دون تسجيل أي حادثة قنص، منوهين أن بعض السكان لم يعودوا بعد إلى منازلهم وأن بعض المتاجر ما تزال مغلقة، وأن عناصر ترتدي اللباس الأسود وتضع أقنعة سوداء تقف على الحواجز على أطراف قدسيا ما يثير شكوكاً حول وجود نية باقتحامها. ميدانياً، فجرت عناصر من كتيبة عمر بن الخطاب التابعة لكتائب الصحابة سيارتي أمن في دمر البلد وقتلت كل من فيهما، كما هاجمت عناصر الجيش الحر حاجز صيدنايا وحرقت ثلاث مجنزرات وقتلت نحو عشرين شبيحاً، وقبضت عناصر أخرى في سرغايا على المخبرين الذين وشوا عن مكان عناصر ستة انشقوا أمس ما أدى إلى قصف موقعهم واستشهادهم، وشكل الجيش الحر محكمة ميدانية للمخبرين وأعدمهم. وتحدثت معلومات عن اختطاف رجل الأعمال موسى الحلقي في دمشق، وهو صاحب مجمع الروابي وقريب وزير الصحة وائل الحلقي، وطلب فدية قيمتها عشرون مليون ليرة لإطلاق سراحه.