جازان – عبدالله البارقي - عشرون عاما لتغطية السوق المحلية .. وتنفيذ المرحلة الأولى على مساحة مليون متر مربع – خريجو الجامعات يفتقدون المناهج التي تمكنهم من العمل في المشروعات الاستثمارية -عقد اتفاقيتين مع جامعة جازان والملك خالد لتدريب الطلاب في معامل المصنع كشف مدير مصنع حديد الجنوب المهندس فهد العنزي ل«الشرق» عن قرب الإنتاج الفعلي للحديد بطاقة سنوية تقدر بمليون و500 طن من حديد التسليح والكتل الحديدية، وقال في حوار ل«الشرق» أثناء جولة في مصنع حديد الجنوب إن تكلفة المصنع تجاوزت المليار و 300 مليون ريال، وتم تنفيذ مرحلته الأولى على مساحة مليون متر مربع . وقدر العنزي استثمارات المصنع خلال العشر سنوات المقبلة ب 45 مليار دولار. وأفاد أن نسبة السعوديين تبلغ نحو 37% من إجمالي العاملين في المصنع. وانتقد العنزي مخرجات التعليم في الجامعات السعودية، معتبرا أن تلك الجامعات لم تقدم مناهجا لتعليم طلابها التخصصات التي تواكب الاستثمارات وخاصة في المدينة الاقتصادية. وقد تجولت «الشرق» في مصنع الحديد على مدى ثلاث ساعات، ورصدت عمليات التصنيع بداية من وصول السكراب، وحجر التصنيع ومراحل مرورها بعمليات الصهر والتبريد ، والدرفلة وتجهيز المنتج لإيصاله للسوق المحلية. ويمثل مصنع حديد الجنوب النواة الأولى للمصانع والاستثمارات في المدينة الاقتصادية في جازان، إذ إنه استطاع تحويل الصحراء المليئة بالرمال إلى مصانع للحديد، خلال ثلاث سنوات. صعوبات البداية ويحكي المهندس فهد العنزي مدير المصنع وهو شاب في العقد الثالث من عمره بداية مشروع حديد الجنوب قائلا: قبل سنوات طلب مني مجلس إدارة حديد الجنوب زيارة منطقة جازان والذهاب إلى موقع المصنع، وكانت البداية صعبة، إذ إنها المرة الأولي التي أصل إلى مناطق الجنوب وخاصة جازان، وكانت مشاهد التنمية تتوالى في طريقي إلى أرض المصنع التي وجدتها صحراء، ما أصابني بالذهول والإحباط إلا أنني استطعت وبقية الزملاء ومجلس الإدارة أن نكسب التحدي من خلال الدعم الحكومي وتسهيلات حكومة خادم الحرمين الشريفين، ودعم أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر ووجود شريك استراتيجي متمثل في المستثمرين القطريين، والذين يمتلكون قرابة 30% من حصة المصنع. واجهتنا معوقات وصعوبات منها أنه لم تكن هناك طرق مهيأة، بعد للميناء، أما أكبر عائق كان غياب الكهرباء، الذي استمر لمدة خمسة أشهر حتى تم إنشاء محطة للكهرباء، وغياب المياه. وسيوفر المصنع فرصا وظيفية إدارية للنساء قريبا، وأن الخطة خلال السنوات العشر سوف تمكن من توظيف ثلاثة آلاف شاب سعودي. تدريب أبناء المنطقة وأشار العنزي إلى أن إنشاء المصنع ورسم الخطط اكتمل خلال ثلاث سنوات، ولم تغفل إدارة الشركة عن تدريب السعوديين وخاصة من أبناء المنطقة، فتم إرسال دفعتين إلى قطر باعتبار أن هناك شركاء قطريين، وعلى مدى ستة أشهر تم تدريب مائة شاب يعملون الآن ضمن 637 عاملا نسبة السعوديين بينهم 37 % منهم 95% من أبناء منطقة جازان و5% من المناطق الأخرى، وقال إن خطة المصنع للسعودة أن تكون نسبة 5 – 7% سنويا لشباب جازان وبقية المناطق، إذ إن التركيز على أبناء جازان ليكونوا أكثر استقرارا وقربا من أسرهم. خطة إنتاجية وتسويقية وأوضح المهندس العنزي أن تصنيع الحديد ينقسم إلى جزءين أحدهما يتعلق بتصنيع حديد الخردة والسكراب، والآخر بخام الحديد المستورد، الذي يعاد صهره وتصنيعه إلى كتل ثم أسياخ للحديد، مشيرا إلى أن مصنع حديد الجنوب سوف يكون منتجه الأبرز هو حديد مقاس 8 ملم الذي يعد نادرا ويحمل جودة عالية، وأفاد أن هناك خطة تسويقية لمنتج مصنع حديد الجنوب تتمثل في تغطية مناطق الجنوب بنسبة 90%، لدعم مشروعات التنمية في منطقة جازان وبقية مناطق الجنوب، و10% لباقي مناطق المملكة. وأبان أن السوق المحلية تحتاج إلى عشرين عاما لتغطية الطلب على الحديد، مشيرا إلى أن الإنتاج التجريبي بلغ قرابة 4700 طن من حديد التسليح، وهناك طلبات عديدة للحديد قبل التشغيل الفعلي للمصنع كان آخرها من وزير الإسكان الذي طلب أن تكون هناك كميات لمشروعات الإسكان في المنطقة والتي سوف تصل إلى ستة آلاف وحدة سكنية، بالإضافة إلى مشروعات المدينة الاقتصادية، والمشروعات الأخرى التنموية. استثمارات كبيرة وقدر مدير المصنع حجم الاستثمارات في حديد الجنوب خلال السنوات العشر المقبلة بنحو 45 مليار دولار في حالة انتهاء إنشاء الميناء الجديد في المدينة الاقتصادية، الذي يعد موقعا استراتيجيا وداعما كبيرا، بالإضافة إلى إنشاء مصفاة البترول، مؤكدا أنه سيساهم في تسريع وتيرة التنمية في المنطقة ومناطق الجنوب بشكل كامل، وأن قرب المصنع الذي يبعد عن الميناء الجديد على البحر الأحمر نحو كيلو ونصف الكيلو متر سوف يمكن جميع السفن من الرسو على أعماق كبيرة، وهو ما يمثل ميزة نسبية لهذا المصنع. الكليات والجامعات وانتقد العنزي مخرجات التعليم الجامعي في الجامعات السعودية ومنها جامعتا جازان، والملك خالد، إذ إن تلك الجامعات لم تقدم مناهج لتعليم طلابها في التخصصات التي تواكب الاستثمارات وخاصة المدينة الاقتصادية، كاشفا النقاب عن أن مستوى طلاب الهندسة المتقدمين يفتقرون إلى كثير فيما يتعلق بتخصصاتهم، فضلا عن ضعف اللغة الإنجليزية، وأفاد أنه تمت اتفاقيتان مع جامعتي جازان والملك خالد لتكثيف تعليم طلاب الهندسة وتقديم المناهج التي تدعم التخصصات المطلوبة في جانب الاستثمارات بالإضافة إلى تسخير معامل المصنع لتدريب طلاب الجامعتين. وقال إن المصنع يحتاج خلال السنوات العشر المقبلة إلى ما بين مائتين إلي ثلاثمائة مهندس سعودي، وعلى الجامعتين أن تقوما بتأهيل خريجي كليات الهندسة وتأهيلهم لسوق العمل، مستغربا من مديري الجامعات والمستثمرين عند قراءتهم لخبر الاستثمارات على أنه مجرد خبر دون أن يبادروا بالسؤال ماذا ستقدم تلك الاستثمارات ولو فعلو ما كان هناك أي عائق يصادف المستثمر والاستثمارات من ناحية البنية التحتية أو التأهيل البشري للعاملين في تلك الاستثمارات. التغلب على العوائق ويختتم المهندس فهد العنزي حواره بالتأكيد على أنهم لا يزالون يعانون من عدم توفر إسكان، الأمر الذي دعاهم إلى استئجار أرض وبناء وحدات سكنية للموظفين والعاملين، كما أن هناك غيابا للمدارس ورياض الأطفال، وأيضا مرافق الترفيه على شاطئ الشقيق، والخدمات الأخرى من اتصالات ومراكز تسوق. حديد الخردة أثناء إنزاله
كوادر سعودية تعمل في مصنع الجنوب (تصوير محمد الفيفي)