تفاعل عدد من الكتاب الخليجيين مع الحدث البارز في السعودية والمتمثل برحيل سمو ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، وقال الكاتب والأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله ل»الشرق»: تولى الأمير نايف مسؤولية الأمن في السعودية على مدى العقود الأربعة الماضية.. وهو بذلك أقدم وزير داخلية في العالم. وملف الأمن كان معقدا جدا خلال تلك الفترة، خاصة فترة التسعينيات مع تزايد العنف في المملكة العربية السعودية، لكن السعودية تمكنت من تجاوز هذه الفترة بأقل قدر ممكن من الخسائر، وكل ذلك يحسب للأمير نايف رحمه الله. وأضاف الدكتور عبدالخالق: الآن بتقديري السؤال المهم في السعودية: ماذا بعد الأمير نايف الذي هو ركن مهم من أركان الحكم في السعودية والذي تولى ملف الأمن على مدى 40 سنة؟ سؤال كبير.. وأمام الملك عبدالله فرصة هائلة للتفكير في الفراغ الذي تركه الأمير نايف. فالسؤال ليس من سيكون ولي العهد، هذا أمر محسوم، فالأمير سلمان أغلب الظن سيكون ولي العهد القادم. السؤال المهم والمحوري: من سيكون وزير الداخلية القادم؟.. وهو سؤال مهم جدا، والفرصة أمام الملك عبدالله موجودة للتفكير، فإما أن يأتي بالجيل القادم، أو أنها فرصة لأن يتولى المنصب الأمير مقرن بن عبدالعزيز الذي يتولى جهاز الأمن والاستخبارات ولهذا دلالات كبرى. وختم الدكتور عبدالخالق قائلا: مهم جدا من سيكون وزير الداخلية القادم، ومن سيكون في هذا الموقع سيحدد كثيرا من مستقبل المملكة العربية السعودية. فراغ كبير محمد المطوع من جهته قال الكاتب وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور غانم النجار ل»الشرق»: لا شك أن الأمير نايف حسب ما هو معروف أقدم وزير داخلية عربي، وقد أصبح وليا للعهد لفترة قصيرة، لا شك أنه سيترك فراغا كبيرا، وسينعكس ذلك على كثير من الخطط المقبلة في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون والمنطقة. وأضاف النجار: نعزي المملكة العربية السعودية في هذا المصاب الجلل، ونتوقع أن تحدث مجموعة من التغيرات التي ستترتب على وفاته بعد هذه الفترة الطويلة في هذه الخدمة. إلى ذلك، قال ل»الشرق» الكاتب الإماراتي الدكتور محمد عبدالله المطوع: العزاء للأسرة المالكة وللشعب السعودي.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. وفاة المغفور له خسارة للمملكة العربية السعودية ولدول مجلس التعاون، لكن أنا على يقين من وجود من أُعدوا إعدادا جيدا لاستمرار المسيرة في المملكة العربية السعودية. دور استراتيجي علي النعيمي أما الكاتب والأكاديمي الإماراتي الدكتور علي راشد النعيمي فقال: كان للأمير نايف رحمه الله دور استراتيجي في مواجهة إرهاب القاعدة داخل المملكة وخارجها، وكانت له مبادرات استثنائية وبالذات إنشاء هيئة المناصحة التي من خلاها تم إيقاظ مئات الشباب، ليس كمعالجة وإنما كدور وقائي لفكر الشباب الذين كانوا مخدوعين ولديهم نوع من التعاطف مع فكر القاعدة، فهذه الهيئة أدت دورا متميزا على مستوى المنطقة، ووجود الأمير نايف بثقله كان يشكل عامل استقرار للمملكة ولمنطقة الخليج بأسرها في مواجهة القاعدة أو حتى أصحاب الأطماع والنفوس المريضة التي تتصدى للإنجاز المحقق في دول الخليج.