وصف عدد من المسؤولين في وزارة الحج والشؤون البلدية والقروية، رحيل ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، بأنه خسارة كبيرة وفاجعة لا تعوض، مشيرين إلى أن موسم الحج هذا العام سيكون حزينا على رحيله وذلك لدوره البارز في إدارة مواسم الحج التي توليها حكومة المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله اهتماما بالغا، وتعد مهماتها من التحديات الكبرى التي تتطلب درجات عالية من الإدارة والتنسيق، وتستوجب تفعيل التعاون وتوزيع الأدوار والمهمات بين مؤسسات الدولة بكاملها ودون استثناء. وأكدوا أنها ليست مجرد مهمة أمنية أو تنظيمية فحسب، وإنما متعددة الجوانب والأبعاد وتتطلب رؤية إستراتيجية واسعة وشاملة، وهي في المجمل تعتمد على فكر يحقق الأمن. محمود سفر وقال وزير الحج السابق الدكتور محمود سفر، إن الأمير نايف كان رجلاً قيادياً وإداريا، وكان يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه، وكان لا يطمئن حتى يرجع للمسؤول بنفسه حتى يستمع منه إلى كل التفاصيل. وأضاف «لقد كان – رحمه الله – حريصا على ما أسند إليه من مهام ومسؤوليات وفي الوقت نفسه كان رحيما وعطوفا بشكل شخصي، كما أنه كان رقيق القلب محبا لبلده وشعبه، ينصت للجميع كبيرهم وصغيرهم، متواضعا ومتفهما وحكيما». ولفت سفر إلى أن الأمير نايف – رحمه الله – يتابع قضايا الحج بنفسه، ولا ينام ليلة النفرة من عرفات حتى يطمئن على تفويج الحجاج وحركة المرور بنفسه، وكان هذا ديدنه طوال السنوات التي قضاها كوزير للحج. وزاد «تشرفت خلال عملي معه في وزارة الحج، ونلت كثيرا من توجيهاته وحكمته وتعلمت منه كثيرا فهو رجل لا يعوض ونادر الوجود». وخلص سفر بقوله «حزني كحزن الوطن بأجمعه، ولا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله أن يعوضنا خيرا ويديم لنا الأسرة المالكة». بندر حجار من جهته، رفع وزير الحج الدكتور بندر حجار، خالص التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإخوانه الكرام، أبناء الفقيد وبناته وكافة أفراد الأسرة المالكة، وكافة أبناء المملكة، ضارعين إلى الله أن ينزله منازل الأبرار والصادقين لقاء ما قدم من أعمال خيرة. وأضاف «لا يمكن أن نوفي الفقيد حقه في كلمات قليلة، فهو كان رجل الأمن الأول وبحر في الإخلاص والتفاني في جانب خدمة ضيوف وفود الرحمن، فتجد ذلك ماثلاً للعيان في ملحمة من الإنجازات والمتابعة اللصيقة والحثيثة لسموه في ميادين خدمة ضيوف الرحمن». وأبان حجار أن سموه كان يتابع الصغيرة قبل الكبيرة، مشيرا إلى أنه يتابع الخطط التي تعدها الجهات المشاركة في الحج، فلا يكاد يدخل شهر رمضان إلا وتكون جميع خطط وأعمال الحج معروضة على أنظاره، وأضاف «بعد اعتماد الخطط يأتي دور متابعته لحلقاتها، وإذا جاء الحجيج ودخل شهر ذو الحجة، تجده يتفقد عمليا وميدانيا حلقات الخطط وطريقة تنفيذها كما كانت مخططة». ولفت إلى أنه كان دقيقاً في تحقيق العناية وخدمة وفود الرحمن، ويشد أزر العاملين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، ويشعر الجميع بأبوته الحانية من خلال جولته السنوية التي تحولت إلى عادة معروفة. حبيب زين العابدين إلى ذلك، أكد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المشرف العام على الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية في المشاعر المقدسة الدكتور حبيب زين العابدين، أن رحيل الأمير نايف خسارة كبرى لا تعوض . وأضاف «عاصرت الأمير نايف لمدة عشر سنوات، وكانت فيها اجتماعات لجنة الحج العليا، وكان نعم القائد الحكيم في إدارة جلسات لجنة الحج، ويهتم بأمر الحج والحجاج وخدمتهم على أعلى المستويات»، مبينا أنه كان يحرص على تفقد المشروعات بنفسه ويسأل عنها ويهتم بكافة تفاصيلها.