أكد وزير الحج الدكتور بندر الحجار أن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (يرحمه الله) أمضى عمره في خدمة الأمن والحجاج من خلال رئاسته للجنة الحج العليا منذ أكثر من 33 عاما، وكان متابعا دائما لكل الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية المعنية بخدمة الحجاج والمعتمرين من خلال جولاته التفقدية في كل عام، والتي يقف فيها على جاهزية هذه الجهات لخدمة الحجاج. وأضاف الوزير أن خدمات الحج والحجاج شهدت تطورا كبيرا بفضل من الله ثم بفضل توجيهاته السديدة ومتابعته الدقيقة لكل الخطط وبرامج الحج، وحرصه المستمر على العمل على تطوير الخدمات، التي تقدم لضيوف الرحمن، وكان يؤكد دائما أن هذه البلاد شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين، ولابد أن تتطلع بهذا الشرف على أفضل المستويات، سائلا الله أن يتغمد سموه الكريم بالرحمة والغفران ويسكنه فسيح الجنان. من جانبه، قال مدير جامعة أم القرى، والمشرف على معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج الدكتور بكري عساس أن الأمير نايف بن عبدالعزيز كان وفي كل الاجتماعات التي يعقدها مع منسوبي المعهد، يحرص على مناقشة كافة الدراسات التي يجريها المعهد مناقشة دقيقة، ويؤكد على أهمية أن يكون التطوير بكل الخدمات المقدمة للحجاج وفق دراسة علمية، وكان يوجه دائما بإشراك المعهد في دراسة وخطط وبرامج الجهات الحكومية والخدمات التي تقدم للحجاج. وأكد عساس أن سموه كان يتوقف كثيرا أمام كل الدراسات، ويوجه أسئلة حولها، وهي أسئلة تنم عن معرفة دقيقة بكل تفاصيل أمور الحج، وكان متابعا ودائم السؤال عن كل الدراسات التي يجريها المعهد لتطوير الخدمات التي يقدمها للحجاج. واعتبر عساس وفاة ولي العهد فاجعة لكل أبناء الوطن، قائلا: لا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون. وفي ذات السياق، أوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامه البار، أن وفاة ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا، خسارة كبيرة، مشيرا إلى أن سموه كان قائدا محنكا حريصا على الارتقاء بكل الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن. وقال: من خلال عملي السابق كعميد لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج عرفت عن سموه الإلمام الكامل والاهتمام الدقيق بكل التفاصيل، وسؤاله الدائم عن كل الدراسات التي يجريها المعهد وحرصه بل وتوجيهه المستمر لكل الجهات الحكومية للاستفادة من دراسات المعهد لتطوير الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن، مبينا أن سموه الكريم- رحمه الله- كان يناقش ويطرح الحلول للكثير من القضايا، ويؤكد أهمية التطوير وفق منهج علمي مدروس، وكان أكبر داعم لمعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج لتمكينه من أداء دوره في خدمة ضيوف الرحمن. وأشار مدير جامعة أم القرى الأسبق الدكتور راشد الراجح إلى أنه عرف الأمير نايف قائدا محنكا ومربيا وموجها وقائدا بارزا، أشرف من خلال رئاسته للجنة الحج العليا على الارتقاء بتطوير الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن وتمكنهم من أداء نسكهم في يسر وسهولة، وكان رحمه الله يتابع متابعة دقيقة الدراسات التي يجريها معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج وسير العمل في المشروعات التي تنفذ في المشاعر المقدسة، ويتابع كل التفاصيل ويعمل شخصيا على تذليل أي عقبات تحول دون تقديم خدمات متميزة للحجاج. وقال الراجح إن الأمير نايف في كل لقاءاته مع أعيان العاصمة المقدسة كان يؤكد على أن هذه البلاد شرفها الله بخدمة الحرمين والحجاج والمعتمرين، وهي تستشعر حجم المسؤولية التي شرفها الله بها، وتعمل على أداء المهمة بكل تفان وإخلاص، سائلا الله الكريم أن يتغمد سموه بالرحمة والمغفرة. إلى ذلك، أكد الصحفي خالد محمد الحسيني أنه عاصر الأمير نايف في جولاته التفقدية على المشاعر المقدسة طيلة 33 عاما وكان سموه يبدأ جولته التفقدية في الساعة العاشرة صباحا من موقف حجز السيارات بطريق مكة – جدة السريع ولا ينتهي إلا في الرابعة عصرا، ويقوم بتفقد أحياء العاصمة المقدسة ثم ينتقل إلى عرفات فمزدلفة ثم منى، متفقدا أعمال كل الإدارات الحكومية المعنية بخدمة الحجاج من الصحة والمياه والبلديات والهاتف والمجاهدين وغيرها، حيث كان يطمئن ميدانيا على جاهزية كل الخدمات حتى إنه كان يصعد إلى خزان المليون في قمة المعيصم، وبعد ذلك ينتقل إلى غرفة العمليات بمقر الأمن العام القديم بالقرب من جسر الجمرات ويستمع إلى شرح من الضباط العاملين في غرفة العمليات عن كافة الخطط والبرامج ويناقش وينصت لكل العاملين، مشيرا إلى أن الأمير نايف كان يجيب على أسئلة الصحفيين حين خروجه من غرفة العمليات، ويظل واقفا حتى الإجابة على كافة تساؤلاتهم، ويستقبل الأسئلة بصدر رحب، ولا يتحرج من الإجابة على أي سؤال، مبينا أن المؤتمر الصحفي في تلك الفترة كان مقصورا على الصحفيين السعوديين. وأوضح الحسيني أن الأمير نايف كان مثقفا ثقافة واسعة، وكان يجيب على أسئلة الصحفيين بالأرقام والحقائق، ولا يتحرج من تلك الأسئلة حتى السياسية منها.