الملك الأردني عبد الله الثاني عمان – علاء الفزاع قدَّم ملك الأردن عبدالله الثاني العزاء أمس لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في وفاة ولي عهده الأمير نايف، كما عبر نواب وكتَّاب ومواطنون أردنيون عن تعازيهم الحارة للقيادة والشعب في المملكة مثمّنين دور الفقيد في وضع إستراتيجية متكاملة للتعامل مع الإرهاب ومساعدة بلاده على اجتياز مخاطر وأزمات إقليمية بكفاءة واقتدار. ملك الأردن: الأمير نايف أخلص لأمته وقال الملك الأردني في برقيته لخادم الحرمين الشريفين «تلقيت بعميق الحزن وبالغ الأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي انتقل إلى رحمته تعالى بعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف الجليلة كرسها لخدمة وطنه وشعب المملكة العربية السعودية الشقيق». وأضاف ملك الأردن أن المملكة العربية السعودية والأمتين العربية والإسلامية فقدت برحيل سمو الأمير نايف واحدا من رجالاتها المخلصين الذين عملوا من أجل رفعة بلادهم وخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية وتعزيز وحدتها وتضامنها. وذكَّر ملك الأردن بدور الفقيد الكبير وجهوده المخلصة في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ورفعة أمته وترسيخ دورها الإنساني النبيل على الساحة الدولية، مؤكدا الوقوف إلى جانب الشعب السعودي الشقيق في هذا المصاب الجلل. وأعرب الملك عبد الله الثاني لخادم الحرمين الشريفين باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بهذا المصاب الأليم، مبتهلا إلى الله العلي القدير، أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهمه والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الشقيق جميل الصبر وحسن العزاء. مثقفون ونواب: مُصابُنا كبير في سياقٍ متصل، عبر مثقفون ونواب أردنيون عن تعازيهم للسعودية شعباً وحكومة في وفاة الأمير نايف، وقال الكاتب والمحلل المعروف، الدكتور مهند مبيضين، إن وفاة الأمير نايف خسارة كبيرة للأسرة السعودية وأيضاً للعالم العربي، واصفاً الفقيد بأنه كان صاحب رؤية واضحة وإصرار كبير على مكافحة الإرهاب إلى جانب تجربة مهمة في الحكم والخبرة البيروقراطية داخل منظومة الحكم السعودية، خاصة وأنه كان أميراً للرياض لمدة 18 عاماً ووزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس وزراء الداخلية العرب، وهو ما أكسبه خبرة في معالجة الملفات الداخلية والإقليمية التي واجهتها السعودية. وأضاف مبيضين أن الأمير نايف كانت له إستراتيجية واضحة في مكافحة الإرهاب ومع ذلك لم يكن راغباً في الظهور الإعلامي كما يمكن أن يفكر من يكون في قلب عملية بتلك الأهمية، وإنما كان يتجنب التصريحات الإعلامية بخصوص ذلك الملف، وهو من أبناء عبدالعزيز الذين أسهموا بتعزيز الحكم والمحافظة على استمراريته. وتحدث المبيضين عن علاقة الفقيد بالإصلاح قائلاً «رغم طبيعته المحافظة إلا أنه كان على علاقة طيبة بدعوات الإصلاح، وكان يتصرف بخبرة ومعرفة كبيرة بالمجتمع السعودي وطبيعته، وكان من أنصار ضرورة الانتقال من دولة الرعاية إلى دولة الإنتاج، وقد كان له دور كبير في رعاية الحوار مع المثقفين ودعاة الإصلاح». أما الكاتب والمحلل ماهر أبو طير فأشاد في تصريحاتٍ ل «الشرق» بتعامل الأمير نايف في الملف الأمني، ورأى أنه اتخذ مواقف صلبة إزاء الحركات الإسلامية المتطرفة ولكنه لجأ إلى أكثر من أسلوب في التعامل معها من بينها المناصحة لبعض أعضاء تلك التنظيمات. عبدالله البزابعة وفي تصريح ل «الشرق»، قال النائب الأردني عن مدينة معان عبدالله البزايعة «استقبلنا هذا النبأ الذي نعتبره فاجعة، حيث فقدنا رمزاً من رموز العرب وأهم قادتهم، وهو الذي كان يشار له بالبنان، وقد كان المغفور له بإذن الله يحمل الهم العربي والقضايا العربية، وهو كان يحمل الهم الأمني على كتفيه بصفته وزيراً للداخلية، وهي أمانة كبيرة حملها باقتدار، وأنا أتحدث باسمي واسم أهلي في مدينة معان، وقد فجعنا بفقدان الأمير نايف، ونعزي أنفسنا كما نعزي القيادة السعودية والشعب السعودي». واستطلعت «الشرق» رأي مواطنين أردنيين فأبدوا حزنهم لوفاة الأمير نايف، وقال السيد زيد العويدي، أردني يعمل في السعودية، إنه يعتبر المرحوم من الشخصيات العامة الملتزمة دينياً، حيث يعرف عنه ذلك على نطاق واسع، وأضاف العويدي، الذي يتوجه إلى السعودية بمعدل مرة كل شهر لمتابعة أعماله في شمال المملكة، إنه كأردني كان يلمس مشاعر حب السعوديين تجاه الفقيد والذي كان يقضي جل وقته في عمله الذي أخلص له.