كتب ألكسندر هاريت من صحيفة الديلي تلغراف هذه العبارة عن سيدة علوية يعمل أقاربها في نظام الشبيحة: ولكن هل الأسباب الاقتصادية والكراهية الطائفية والخوف من المستقبل أمور تكفي حقا لدفع شخص لكي يقوم بجز عنق طفل؟ تفكر سلمى. وتقول «إذا كانوا يعلمون أن المنطقة كاملة ضد النظام فليس لديهم أي مشكلة في قتل أي شخص، هكذا تجري الأمور».ما جرى في القبير من قبر الناس، ومن قبل في الحولة يحول كل ثابت في رأس كل واحد! كيف يمكن أن نفهم إقدام بشر على ذبح الأطفال؟ لمجرد أنهم في مناطق معادية للنظام؟ التاريخ يخبرنا عن هذا الجدل في قصص كثيرة من هذه الزوايا المظلمة في تاريخ الإنسان.نأخذ نموذجا من العصور الوسطى لهذا النموذج وهي مذبحة برتولوميوس من عام 1572م في باريس حين ذبح الكاثوليك البروتستانت (الهوجنوت). يروي التاريخ أن المجزرة بدأت عندما عُلِّمت بيوت الهوجنوت سرا، وأحكم إغلاق باريس، وقرعت أجراس الكنائس في الثالثة صباحا من يوم 24 أوجست عام 1572م، وكان الشعار: اقتلوهم جميعا! وينقل ديورانت المؤرخ أنها كانت فرصة لتصفية الحسابات، فيقتل أي إنسان على الشبهة، أنه من الهوجنوت، بمن فيهم من يريد التخلص من زوجة بغيضة، أو جار غني، أو فيلسوف مفكر، كما حدث بذبح المفكر راموس. «وجر الهوجنوت وأبناؤهم إلى الشوارع، وذبحوا ذبح الأنعام، وانتزعت الأجنة من بطون الأمهات القتيلات وهشموا، وما لبثت الجثث أن تناثرت على أرصفة الشوارع، وأخذ الصبية يلعبون فوقها، ودخل حرس الملك السويسري المعمعة وراحوا يذبحون في غير تمييز للذة الذبح الخالصة»، وحدث أن نبتت شجيرات الشوك البري في يوم 25 أوجست، في غير أوانها في مقبرة للأطفال، فقرعت أجراس الكنائس في باريس احتفالا بالمعجزة، فهلل الغوغاء والدهماء والحرافيش والزعران للخبر، وقالوا إنها دعوة للذبح مجددا، وهكذا عادوا للذبح مرة أخرى. وحصل هذا في مناطق متعددة من كل فرنسا، في ليون وأورليان وديجون وتور وبورج وأنجيه وروان وتولوز فبلغت أكثر من ثلاثين ألف ضحية في تلك الأيام، ما يقابل مليون من الأنام هذه الأيام. وحين وصلت الأخبار إلى روما، هلل القوم، ومنحوا البركات والليرات لمن أوصل البشارة، وأضيئت روما كلها بالأنوار، وأطلقت المدفعية ابتهاجا من قلعة سانت أنجلو، وقرعت الأجراس في ابتهاج، وحضر البابا جريجوري الثالث عشر وكرادلته قداسا مهيبا احتفالاً بالنصر المبين على الملاحدة، شكرا لله على هذا (الرضا الرائع الذي أبداه الرب للشعب المسيحي)، وأنقذ فرنسا والبابوية من خطر عظيم، وأمر البابا بضرب ميدالية ذهبية خاصة تذكارا لهزيمة الهوجنوت وذبحهم، وأوعز برسم صورة في الصالة الملكية في الفاتيكان، وتحتها البابا يوافق على قتل كوليني؟ وكان الأخير أهم زعماء الهوجنوت..هكذا يجب فهم نظام الأشباح والشبيحة في سوريا.