عبدالله بن خالد الشمردل رسالتي موجهة لإخواني الطلاب الذين ينتظرون شهادة التخرج .. وموجهة أيضا لكل عاجز ولكل من ذهبت أحلامه ومخططاته كالسراب .. أعلم أن هناك فرق شاسع بينهم، لكن جمعتهم لهدف التخطيط واتخاذ القرار لإكمال مسيرة النجاح .. ولنبدأ أولاً بصناع المستقبل وأبناء الحاضر، الطلاب يتخرجون ليتخصص كل منهم في مجال معين مناسب له وهذا هو الأصل والصحيح، لكن هناك فئة أخرى تخصصوا في قسم ليس على رغبتهم بسبب الظروف. لكن يجب على الإنسان السيطرة على الظروف وألا يجعل الظروف تسيطر عليه مهما كانت، لأن النتيجة إحدى خيارين، إن لم يسيطر عليها ستسيطر عليه، لا تجعل أصحابك ومن تحب يخططون لك المستقبل لأن الإنسان هو رفيق نفسه مدى الحياة وهو أعلم بقدراته من غيره لذلك تجنب أن تعمل بمسار غيرك. وقد أجرت إحدى الجامعات الأمريكية في عام 1953م دراسة نادرة من خلال توجيه سؤال لخريجي الجامعة مضمونه (هل لديك أهداف محددة ؟) وقد أشار 3% إلى أنهم لديهم أهداف محددة فيما أكد 97% أنهم يسيرون بلا هدف ولا تخطيط، وفي عام 1973م كانت النتيجة أن 3% حققوا أهدافهم كاملة وهم من خططوا لمستقبلهم، بينما لم يحقق من ال97% أهدافهم إلا نسبة قليلة منهم. ثانياً: الحالمون العاجزون من ذهبت أحلامهم كالسراب يحلمون دون تخطيط ودون أدنى جهد تجدهم على جادة الطريق بلا هدف وبلا أدنى تخطيط أو تفكير ومنهم من قد يتعذر بأعذار واهية، فقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قدم ناس من أهل اليمن إلى الحج بلا زاد، فجيء بهم إلى عمر، فسألهم، فقالوا: نحن المتوكلون على الله ،فقال: لستم المتوكلين، بل أنتم المتواكلون. ولابد من سؤالك لنفسك: من أنا وماذا سأكون بعد عدة سنوات؟ لو كل واحد منا فكر جيداً بهذا السؤال لاجتهد وجد وبذل وتعب ليرى النتيجة مستقبلاً، لابد أن يبذل كل منا كثيرا من الجهد في بداية حياته حتى يستطيع أن يحقق لنفسه ولابنائه الحياة الكريمة بعد سنوات. فلماذا لا يخطط شبابنا للمستقبل؟ هذا السؤال، يتبادر لأذهان الكثير، وسأجيب بما عندي وأذكر عدداً من الأصناف: منهم من لا يقدر ولا يثق بنفسه ولا يعطي نفسه أي تجربة وقد يحكم على نفسه بالفشل من أول تجربة. ومنهم من هو خائف من الفشل ولأنه مقتنع بالفشل أصلاً لا يريد التجربة نهائياً. ومنهم من هو غير مقتنع بفكرة التخطيط للمستقبل. ومنهم من لا يعرف الطريق الصواب.