تعني كلمة الأوتوقراطية في أصلها اليوناني “الحاكم الفرد، أو من يحكم بنفسه”. وبالإنجليزية ” Autocracy” وتعني شكلا من أشكال الحكم، تكون فيه السلطة السياسية بيد شخص واحد بالتعيين لا بالانتخاب. ومصطلح “أوتوقراطية” ارتبط في ذهن البعض بمصطلحات أخرى كالاستبداد والديكتاتورية، وذلك أمر مخالف للحقيقة، فحكم الفرد الواحد لا يعني بالضرورة أن يكون حكما شموليا. فهناك وكما هو معروف أوتوقراطيات ليبرالية تحترم بطبيعتها حقوق وحريات الأفراد. كما ارتبط هذا المصطلح في ذهن البعض الآخر بالملكية وعبر عنه كمصطلح مرادف، وهذا أيضا غير صحيح فمصطلح الملكية أيضا يختلف عن الأوتوقراطية في أنه يعكس صفة توريث الحكم. وذلك على الرغم من أن بعض الأنظمة الملكية السلافية، وبالأخص الأباطرة الروس كانوا يحملون لقب “أوتوقراطي”. والعديد من الملوك حكموا بشكل أوتوقراطي ولكن في نهاية الأمر ضعف نفوذهم وتلاشى بعد أن كتبت وأقرت الدساتير التي أعطت الشعوب القوة لصناعة القرارات بأنفسهم من خلال ممثليهم في الحكومة. ونفهم أن الأوتوقراطية لا تعطي معنى مرادفاً لمصطلحات كالاستبداد والديكتاتورية والملكية، ولكن هذه الأنماط من الحكم تتشارك مع الأوتوقراطية في معنى “الحاكم الفرد”. و بذلك من الممكن القول أن كل نموذج ملكي أو استبدادي هو نوع من الممارسة الاوتوقراطية في الحكم و لكن ليست كل ممارسة أوتوقراطية في الحكم هي بالضرورة ملكية أو استبدادية كما هو الحال مع “الاوتوقراطيات الليبرالية”. ومارست الأوتوقراطيات الحكم الشمولي الاستبدادي في الجانب السلبي، وإطلاق سلطات الفرد أو الحزب، دون تقيد بدستور أو قانون جاءت أحزاب كالفاشية والنازية وغيرها من الأحزاب المشابهة، والتي مارست سياساتها دون أي مساهمة من الجماعة. و بذلك مارست نموذجاً للديكتاتورية خضع فيه المحكومون للسلطة بدافع الخوف وحده. في حين أنه في الممارسة الأوتوقراطية الصرفة فإن المحكومين يخضعون للسلطة بدافع الولاء من قبل الرعية دون ضرورة لوجود خوف ما.