تستعد محافظة الطائف خلال الأيام الجارية التي تشهد انطلاقة مهرجاناتها الصيفية لاستقبال نحو ثلاثة ملايين سائح، بحسب توقعات هيئة السياحة والآثار، الذين يفضلون قضاء فصل الصيف في الأجواء المعتدلة التي تمتاز بها المنطقة، غير أن أحياء المحافظة بدت غير مهيأة لاستقبال الزوار الذين ارتبط لديهم اسم الطائف بالورد، فعوضا عن ذلك غصت تلك الأحياء بأكوام النفايات المكدسة والحاويات المهملة، التي تعكس مدى الإهمال في مستوى نظافة أحد أبرز المصائف في المملكة. وقال مواطنون ل»الشرق» إن أعمال النظافة في أحياء وسط الطائف متدنية بشكل ملحوظ، حيث تكدست حاويات النفايات وفاضت بما فيها، فيما أصبحت بقية الأحياء في جنوب وغرب المحافظة تعاني من الروائح الكريهة وتجمع القاذورات، مطالبين الأمانة بجدية التحرك في اتجاه حسم الأمر مع الشركة المكلفة بنظافة أحياء وسط وجنوب وغرب الطائف، نظراً لكثرة تعثر أعمالها طوال العام. واستهجن مواطنون خلال حديثهم عدم تفعيل آلية من قبل الأمانة تسبق موسم الصيف لاحتواء المشكلة وتقديم محافظة الطائف بمظهرها الذي يليق بها «مدينة للورد» لاستقبال زوارها من المملكة ودول الخليج العربية. وفي ذات السياق كشفت مصادر ل»الشرق» أن الشركة المكلفة بأعمال نظافة وسط المحافظة تعاني من مشكلات في المعدات والآليات، خصوصا آليات الضغط التي تتولى جمع النفايات من داخل الأحياء، حيث إن هناك 25 ضاغطة تعمل في مساحة حدودها 75×20 كيلومترا، بحسب المصادر. ووثقت عدسة «الشرق» تكدس النفايات في حي اليمانية الذي يعد أحد الأحياء المركزية، ومحورا لمرور الزائرين والعابرين للمحافظة، فيما ذكر أصحاب محلات تجارية في الحي أنهم تقدموا بشكوى إلى أمانة الطائف تفيد بانتشار الروائح الكريهة بالقرب من المطاعم والمنازل والمحلات، دون أن يحدث ذلك تغييرا إيجابيا في وضع الحي، بحسب قولهم. ويشار إلى أن الشركة المكلفة بأعمال وسط الطائف واجهت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عددا من المشكلات الإدارية والفنية، دفعت الأمانة إلى إنذارها لتحسين وضعها، بينما لا تزال مشكلات تجديد إقامات العمالة فيها مستمرة، ما يهدد المحافظة والمصطافين الذين يقصدونها بتدهور الوضع. من جهة ثانية، استعانت الشركة المكلفة بأعمال الصيانة والنظافة شمالي المحافظة، بمائة عامل والدفع بهم ضمن الطاقم العامل في الميدان، تحسباً لتكرار أزمة النظافة التي شهدها شمال الطائف قبل نحو أربعة أعوام، حيث عززت حينها وزارة الشؤون البلدية والقروية أسطول النظافة بشركات من منطقة الرياض، ولاتزال أعمال الوقاية الصحية والإصحاح البيئي عالقاً في الشمال، حيث سيلحظ الزوار والمصطافون انتشارا غير مبرر للحيوانات الضالة التي عجزت الشركة طيلة ستة أشهر ماضية من القضاء عليها بشكل جدي. بدورها، حاولت «الشرق» إجراء عدة اتصالات بشكل متكرر بالمتحدث الرسمي في أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، لتحديد موقف إدارته من ملف النظافة وخطط تلافي تكرار الأزمات الماضية، إلاّ أنه لم يجب على جميع الاتصالات حتى ساعة إعداد التقرير للنشر.