إخوة لنا ممن يتكلمون بألسنتنا ويتسمون بأسمائنا وهم من جلدتنا يخرج الواحد منهم في بعض الوسائل الإعلامية، فيأتي بالعجب العجاب , ويطرح آرآء ليست من الشرع الحنيف في شيء، منهم من يقول إنه يجب ( أن يخرج الخطاب الإسلامي من التقوقع على الماضي والانكفاء على التراث) ! إذا كان الكاتب لايريد من الخطاب الإسلامي أن يرجع إلى الماضي وهو الأصل الذي نستمد منه تعاليمنا الإسلامية السمحة من الكتاب الكريم والسنة الشريفه التي يتمثل بها التراث الاسلامي الأصيل، فمن أين يريد الكاتب أن نستقي تعاليم ديننا الحنيف وعلمنا وخطابنا الاسلامي ؟ إن تراثنا اللغوي والديني الإسلامي هو الأصل والنبع الأصيل الذي يرتوي منه المسلم في حياته ليستفيد منه في دينه ودنياه، ألا يعتز بتراثه ذلك الكاتب؟! أم إنه يعتز بالتراث المادي ونحوه كما يعتز به بعضهم ربما أكثر من اهتمامه بالتراث الديني و الشرعي ! ويخرج علينا أصحاب اللقاءات التلفزيونية مرة بمثل هذا الكاتب، ومرة برسام كاريكاتير ومرة بصحفي مخضرم، ومرة بشاعر ألمعي، ومرة بمفكر أو ناقد لبعض الدعاة كما يتضح ذلك من خلال ما يكتب ويطرح من أطروحات عجيبة! يتحدثون عن جواز الغناء والموسيقى،وأن من يرى حُرمة ذلك فهو متشدد ومتزمت، وأن شاشات التلفاز وُجد فيها من ينتهج أسلوب التزمت والتشدد، وهل من يرى بحكم الشرع المطهر من التحريم والتحليل يُعتبر متشددا؟ لأنك أنت لاترى ما يراه هذا ( المتزمت ) ورأيه يُخالف هواك ورأيك!أن الدين والأحكام الشرعية لا تؤخذ بالهوى، و الشرع ليس مجالا لتحكيم الآراء الشخصية، ومن هذا المنطلق أحببت أن أنوه بأمر مهم يتعلق بالأمور الشرعية المقررة في الدين أصلا، وحكمها مقرر سلفاً، فإن هذه المعتقدات الشرعية في ديننا مأخوذة من كتابنا الكريم ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولامجال البتة لأحد من الناس ولايحق له أن يقول رأيه أو يأخذ رأي الآخرين فيها. لأنها من لدن الله سبحانه وتعالى وهي وحي منزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. لذا يجب التنبه لهذا الأمر وعدم الخوض فيه حتى لا يستهين الإنسان بأي أمر من أمور الشرع المطهر دون علم أو دراية، فيحصل من وراء ذلك ما يحصل من تجاوزات مؤسفة بحق هذه المسلّمات الشرعية، وحتى أن بعضهم قد يخوض في هذه المسلّمات لكنه لا يتجرأ على التحدث عن الموضوعات الدنيوية الأخرى التي ليست من اختصاصه! لاشك أن التشدد المخالف لأحكام الشرع أو التنطع ليس من الدين، وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن ليس كل من قال بأحكام الحلا ل والحرام مما شرعه الدين الحنيف يُعتبر متشددا ، لكننى لا أرى هؤلاء ينتقدون من يخرجون علينا على الفضائيات ويأتون بالعجائب من خلال فتاويهم الغريبة والعجيبة التي ما أنزل الله بها من سلطان! كمن يرى بجواز الموسيقى لأنه تحدث عن ذلك في فضائية تبث الموسيقى ! مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم الغناء والمعازف في حديثه الصحيح . أو من يرى بالأضحية بالدجاجة إذا لم يجد المسلم المال الذي يشترى به الخروف! وغير ذلك من الأمور الغريبة، كل ذلك من خلال تلك الفضائيات! ويخرج علينا بعضهم بين وقت وآخر وفقنا الله وإياه للصواب , فيُنصَّب نفسه مفتيا وعالما لا يُشق له غبار في قضايا هامة للمسلمين ويرى بجواز بعض الأمور الدينية والتي أفتى بها العلماء الكبار وأصحاب الفتيا والشأن في هذا المجال بحرمة هذه المسألة قطعا أو بجواز تلك الأخرى. لكن ( صاحبنا ) غفر الله لنا وله أبى إلا أن يُخالف ما اجتمع عليه العلماء واجتمع عليه الدليل الصحيح من الكتاب العظيم والسنة المطهرة، إلا أن هواه يخالف ذلك فيقول رأيه في وسيلة من الوسائل الإعلامية أيا كانت! أدعو الله عز وجل لي، ولإخواننا الكتاب وأصحاب الأطروحات المخالفة، أن يفقهنا في ديننا الحنيف، حتى نعبد الله تعالى على علم وبصيرة.