البعض ممن يكتب في الصحف ويتحدث في وسائل الإعلام المختلفة في بلادنا، هدانا الله وإياهم إلى كل خير وصواب، دائما وأبداً، لا يألون جهدهم في تقديم ما لديهم من آراء مختلفة تسطرها أقلامهم في زواياهم بين الحين والآخر، فيتحفوننا بهذا الرأي وذاك، الذي فيه من الانتقادات الكثيرة لمن يُخالف رأيهم وتوجهاتهم الغريبة، وكان الأجدى بهم أن يتحدث الواحد منهم عن أمور أخرى هي أنفع لهم وللقارئ الكريم، بل وللمجتمع عموماً. لكنهم يُصرون -هدانا الله وإياهم- على أن يكونوا مفتين يُشار لهم بالبنان، كأنهم أوكلوا هذه المهمة من قبل ولي الأمر أو من الناس! وللأسف الشديد يأبون إلا أن يتحدثوا عن بعض الأمور الشرعية المهمة، خاصة ماهو ليس من اختصاصهم. فيأتون بالعجب العجاب، ويجانبون الصواب في كثير من آرائهم وكتاباتهم، ويذهبون مذاهب شتى، ويسيرون في طرق ليست سالكة ولا معبدة! هدانا الله وإياهم إلى الطريق المستقيم. وقد قال الله تعالى «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين، ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» وقال تعالى أيضاً «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» وأعني بحديثي هذا أخانا أحمد عدنان الذي يخرج علينا في زاويته ب»الشرق» يتحوّل في بعض مقالاته ناقداً لبعض الدعاة من خلال أطروحات عجيبة! ولا يأتي بآراء مؤصلة تأصيلاً شرعياً من الكتاب الكريم والسنة الشريفة المطهرة! كرأيه في مسألة الشعلة الأوليمبية وغيرها، حيث يرى أن من يأتي بالرأي الشرعي والقول المعتبر الذي يخالفه، يكون مدعاةً للضحك – عجبي لا ينقضي! وهو كمن يختلف باستمرار وبإصرار مع كل أو كثير من فتاوى هيئة كبار العلماء، خاصة إذا خالفت الفتاوى معتقدهم، وما يسعون إليه من آراء ليست من الدين في شيء! أقول لإخواني الأعزاء، ممن يُخالفون اجتماع الأمة والدليل الصحيح، أذكركم بأن الدين والأحكام الشرعية لا تؤخذ بالهوى، وأنّ الشرع ليس مجالاً للاجتهادات أو الآراء الشخصية، وأنّ هذه المعتقدات الشرعية في ديننا، مأخوذة من كتابنا الكريم، ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا مجال البتة لأحد من الناس، ولا يحق له أن يغيرها برأيه أو برأي الآخرين فيها، لأنها من لدن الله سبحانه وتعالى، وهي وحي منزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. لذا يجب التنبه لهذا الأمر، حتى لا يستهين الإنسان -أياً كان- بأي أمر من أمور الشرع، دون علم أو دراية، فيحصل من وراء ذلك ما يحصل من تجاوزات مؤسفة بحق هذه المسلمات الشرعية. أمّا العلماء وطلبة العلم، فلهم مكانتهم وتقديرهم ولا ينبغي الضحك على آرائهم أوتسفيهها!