في عام 2008 ختمت أول كتاب في حياتي بغض النظر عن الكتب الدراسية المملة والمزرية.. قبل ذلك لم أكمل كتاباً في حياتي أو بالأحرى لم أستطع إكمال كتاب إلى آخر صفحة كما قرأت أول صفحة بشغف. نحن أمة لا تُكمل.. لا أقول (لا نقرأ) لأننا حتى لو تكرمنا وفكرنا أن نستعير دور المثقفين، واقتنينا الكتب وخصصنا رحلات إلى المكتبات وإلى معارض الكتب كما حصل في معرض الكتاب لعام 2012 وفي القوة الشرائية والازدحام البشري والمعرفي في المعرض.. بعدما استبشر الناس خيرا.. واستبشرت أنا شرا كلما رأيت رف صديقتي بعدما اقتنت مجموعة كتب ذات شعبية ولم تنتقل حتى من أول صفحة إلى الثانية! «نحن دائماً نقف في المنتصف إن لم نقف في البداية».. إن قرأنا مقالاً لا نكمله وإن قرأنا صحيفة لا نختمها وإن قرأنا قصيدة لا نتمها.. نحب البدايات فقط ونشعر بالاندفاع والحماس في نقطة الانطلاق ولكن ليس لدينا اللياقة الكاملة للوصول للنهاية. (حتى في العلاقات والصداقات والحب والزواج.. في البداية كل شيء جميل وقوي لذا لا نملك نهايات قوية! وذلك لاستنزاف كل شيء في البداية). دائما أقترح التدرج والتمهيد في كل شيء، خذوا وقتكم في كل شيء، تمهلوا واشعروا في كل شيء، لستم في سباق مع الزمن وليس الزمن في سباق معكم، كلوا العنب حبة حبة، فكل شيء يأتي بسرعة يذهب بشكل أسرع. الزبدة: الاستمتاع بمراحل الحياة.. وصفحات الكتب.. وخطوات العلاقات.. أمر مثير للغاية.