نريد عقولاً تملك الشجاعة الكافية لكي تواجه المتخلفين في مجتمعاتها حتى لو قدمت حياتها ثمناً للدخول في تلك القضايا، لا أن تقف في طابور الخيال لتنتظر المخلص الأكبر ليواجههم! نريد عقولاً لا ترفض الأفكار الجديدة المُطورة وإن كانت مخالفة لعاداتها، بل تستطيع بكل قوة أن تقحمها داخل مجتمعها المتخلف. نريد عقولا تقرأ التاريخ لكي تستفيد من تجارب الناجحين والفاشلين فيه لا أن تقرأ التاريخ لكي تؤنس نفسها وتقضي وقتها، وتعلم أن القداسة منزوعة من كل إنسان في تاريخها إلا شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. نريد عقولا ترفض منهجيّة التحمير بحملها أثقالاً مجهولة، «كالحمار يحمل أسفارا « فلا تقبل كل شيء إلا بمنطق الدليل والبرهان مهما كانت مكانته، فلا يوجد في قاموسها تقديم الأشخاص على الأفكار بل الأفكار هي مقدمة على الأشخاص. نريد عقولاً تحرص على تطوير ذاتها لتصل إلى ما تريد، لا أن تتعرف على مسؤولين لتحصل على ما تريد! تؤمن أن من أسباب فشل المجتمعات دخول « الواسطة « فيها، ومن أسباب تطور المجتمعات انتشار الكفاءات في مؤسساتها. عقولاً تستحي من الآخرين عندما تخالف القانون، لا أن تتفاخر أمام بعضها بمخالفته! تحب دائما مهما كانت مكانتها أن يطبق عليها القانون إن هي خالفته، وتكره أن تتفاضل على غيرها في تطبيقه. عقولاً تؤمن بقول الله تعالى «بل هو من عند أنفسكم»، وتكفر بقول الناس بل هو مؤامرة!