عزاؤنا فيك أيها الضرغام، أنك أشعلت قناديل متوهجة بددت دياجير الظلام وأنكفأت أولى مرحلة ضلالية كادت تخيم على عقول مسلمة مسالمة لتجعل منها عقولا «قاعدية»، فكنت المحارب الذي جاهدت بفكرك وقلمك لصد شذوذ الأفكار، وأوقفت مزاعم وافتراءات ما تحيكه وتديره تروس مكنة التفريخ «القاعدية» التي حاولت اختراق نسيج المجتمع المتماسك بعضه البعض، نتيجة زوبعة الفتاوى يومها، قبل أن يصدر الأمر السامي الكريم بضبط الفتوى وحصرها في هيئة كبار العلماء القائمين عليها. وكأنك تقرأ مستقبل بوادر فتنة، ليأتي كتابك (حتى لا تكون فتنة)، نعم خلقت الفتاوى المنفلتة موجة من التشويش على الخلق فأشعلت فتيل الاختلاف والتناحر، والتكفير والتفجير، وتداخل الأمور بين بعضها، بمسألة «التحريم والتحليل» وفق أمزجة دنيوية كان الهدف منها الغلو بالدين واكتساب الشهرة والمتاجرة به!! أيها الراحل، إن التاريخ لن ينسى مواقفك البطولية الشامخة، وأقوالك المستنيرة المرادفة لأفعالك العظيمة وأنت على هرم المسؤولية. وإذ ننسى فلا ننسى مواقفك الرافضة للخنوع والخضوع لجوقة عميان الجهل والجهالة، لقد سمع عنك وقرأ لك وشاهدك الملأ بأسره والحروب حولك تشتعل من كل جانب، وتخرج من بين حطامها كطائر «الفينيق» تنفض عن كاهلك غبارها بكل إباء وشموخ، وتعود لساحة المعركة ساخرا منهم محتقرا حروبهم غير النزيهة، وقد فندت مزاعمهم بمقالة أو بقصة أو برواية بل بقصيدة، دحضت الأصوات النشاز عند طيور الظلام والإضلال، والذين هم حينما عجزوا وقد أعجزتهم بمقارعة الحجة بالحجة، ذهبوا بآرائهم المتشددة المقيتة والمتخلفة ليصموك بالتغريبي. تلك هي مقولاتهم حينما يعجزون عن المتعلمين المعلمين من أمثالك أيها المعلم. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة