تباينت مطالبات المواطنين وإيضاحات المسؤولين حول احتياجات مركز الفويلق في منطقة القصيم. وفي الوقت الذي كشف مواطنون في المركز عن احتياجات تنموية وخدمية؛ وعد مسؤولون بوضع الاحتياجات في خطط مستقبلية يعلّق المواطنون آمالهم عليها منذ سنوات. ضعف الخدمات المواطنون عبّروا عن شكواهم من ضعف الخدمات الصحية المقدمة بواسطة مركز رعاية أولية واحد قديم، ومتهالك فقط، وعدم وجود مستشفى في محيط الفويلق أو قريب منه. وروى المواطن عبدالرحمن البشري مأساته حين لُدغت طفلة له في العاشرة من عقرب، قبل مدة، وذكر أنه هرع بالطفلة إلى مركز الرعاية الصحية الوحيد ليجده مغلقاً بعد نهاية الدوام، فاضطر إلى الذهاب بها إلى مستشفى البكيرية على مسافة 80 كيلومتراً، لكن الصغيرة توفيت في الطريق. ويصف سكان الفويلق مركزهم بأنه من أقدم المراكز في المنطقة، لكن نقص الخدمات مستمر في الصحة والتعليم والطرق والإنارة، فضلاً عن الصرف الصحي الذي تتسرب مياهه في بعض الأحياء ،خاصة القديمة. وأكد ل “الشرق” أنهم نقلوا كل هذه الشكاوى إلى المسؤولين لكنهم لم يجدوا سوى عدم التجاوب. من يسعف المصابين؟ وقال المواطنون عبد الرحمن عبدي البشري، وسعود هلال المرواني، وبدر معيبد البشري، ومساعد هلال المرواني، إنّ الفويلق تحتاج لمركز من الهلال الأحمر وآخر للدفاع المدني، مشيرين إلى أنّ هذه الخدمات موجودة فقط في محافظة البكيرية، و”الحوداث لا تنتظر وصول الإسعاف بعد ساعات طويلة، وهو ما يدفع ذوي المصابين للاستنجاد بالأهالي مع وقوع كل حادث، لافتين إلى الآثار الصحية السيئة التي تنعكس على المصابين، خاصةً آثار الإسعاف الخاطئ”.وروى سعود المرواني قصة حريق حدث قبل أشهر في منزل مواطن، حيث لم تصل فرقة الدفاع المدني إلا بعد ساعة، بسبب المسافة بين المركز والمحافظة، الأمر الذي أدى إلى آثار كبيرة حيث أتلفت النيران الممتلكات وتسببت في خسائر فادحة. بلدية ناشئة لكن المسؤولين لهم إيضاحاتهم أيضاً، حيث أكد رئيس بلدية مركز الفويلق عبد الله المفلح أن البلدية تأسست في ميزانية عام 1430ه لكنها شرعت في وضع خطة تطويرية تشمل سبعة مراكز وهجرتين، مبيناً أن انعدام الأراضي الحكومية أدى إلى عرقلة كثير من المشاريع الحكومية، لأن الفويلق محاطة بالمزارع والأراضي الحكومية شبه معدومة. وأشار المفلح إلى أن البلدية تعمل حالياً على رصف مداخل المركز والمخططات الحكومية كمرحلة أولى، كما حفرت ثلاث آبار ارتوازية، ويجرى توصيل الكهرباء إليها، كما تجهّز ساحة احتفالات، تشمل ملعباً لكرة القدم، وسيكون متاحاً للجميع. وأضاف المفلح “للبلدية مشروع متنزه يجري العمل فيه، ويحوي بحيرة ومسطحات خضراء، وألعاباً ترفيهية، وهناك مشروع مسلخ وسوق للماشية”. الصحة تنفي من جانب آخر، أكد مدير إدارة العلاقات العامة و الناطق الإعلامي للصحة في القصيم محمد بن صالح الدباسي، أن مركز الرعاية الصحية في الفويلق يخدم 7301 نسمة، ويعمل بنظام 16ساعة في اليوم، ومتوسط المراجعين اليومي 100 مراجع، وأكد أنّ المركز مدعم بكوادر طبية وفنية وإدارية حسب معايير وزارة الصحة، ويقدم خدمات طبية وتوعوية ومتابعة الأمراض والتطعيمات، وهو محاط بالمستشفيات والمراكز من مختلف الجهات. وأضاف الدباسي “أما مسألة افتتاح طوارئ فهذه مسألة تخضع لآلية معينة وأرقام ومسافات لا تنطبق على المركز الصحي في الفويلق.” المدني جاهز من جانب ثالث قال الناطق الإعلامي للدفاع المدني في القصيم الرائد إبراهيم أباالخيل إنّ مركز الفويلق شهد خلال السنوات الماضية تطورا ملحوظا في المساحة العمرانية وزيادة في المشاريع الزراعية، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج لمواكبة، وأنّ خطة الدفاع المدني تقوم على أولويات واعتبارات ومقاييس علمية لكنها ترتبط بالإمكانيات المتوفرة. وأكد أنّ المديرية العامة للدفاع المدني في القصيم، وضعت خططاً للدعم والإسناد للتعامل مع جميع الحوادث التي تقع في المنطقة، ومن ضمنها مركز الفويلق الذي يقوم بخدمته فرع للدفاع المدني في البكيرية.