ثورة شعبية مباركة شعارها حرية كرامة صرخاتها الله أكبر ومالنا غيرك يا الله ولبيك لبيك يا الله 15 شهراً مرت ضحوا فيها بأغلى ما يملكون، وشهيد تلو شهيد، ضد طاغية بغى وتجبَّر ودمَّر كلَّ شيء، الإنسان والشجر والحجر، وحتى المساجد أصبحت هدفاً مقصوداً لأزلامه وشبيحته وقد أصبح واضحاً للعيان ضلوع إيران ومليشيات الصدر وحزب الشيطان من لبنان فيها . انتهاك للأعراض وذبح بشع للأطفال وتهديم البيوت فوق ساكنيها، لم يسجل تاريخنا المعاصر همجية وبربرية وحقدا كالذي نراه في سوريا هذه الأيام . نعلم جميعا أنَّ الضمير العالمي لا تحركه إلا مصالحه، وما مجلس الأمن وحقوق الإنسان إلا أضحوكة، تحركها مصا لح الدول الكبرى، ولكن ما بال جامعتنا العربية تأبى إلا أنَّ تمارس نفس الدور الذي كانت تمارسه على سنينها منذ تأسيسها، ولم تقف إلا مرة واحدة وعلى خجل بالموقف مع الشعب الليبي . وعدم الاستجابة لهذا الشعب الذي يذبح وقد ساهمت الجامعة العربية بالمهل تلو المهل في ذلك، وحقيقة أذكرها هنا لم نسمع صوتاً إلا من وزير خارجية المملكة سمو الأمير سعود الفيصل، ومن حكومة قطر الشقيقة ومن دولة الكويت. فلماذا لا تستجيب هذه الجامعة لهذه النداءات؟ ولماذا عدم الاكتراث ببعض أصوات الدول القليلة النشاز؟ واتخاذ قرار يحفظ لهذه الجامعة ماء وجهها ويحقن دم هذا الشعب قرار بسيط يتمثل في الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري، و اسقاط شرعية هذا الطاغية، ودعم مادي وسياسي للجيش السوري الحر، وهو الذي خرج عن جيش الطاغية ليحمي الشعب من بطش هذا النظام، وقد شكل أركانه تشكيلا منظماً؛ ليكون جاهزاً لحماية أمن المواطنين وحدود سوريا عندما يسقط الطاغية وعصابته، وليغتنمواهذه الفرصة الذهبية ليسجلوا ولو مرة للتاريخ أنهم حقنوا دماء شعوبهم وساهموا في تحريرها من قبضة الظلم والغزو الخارجي الحقيقي .