دخلت مطاردة الكائنات الميتافيزيقية مفردات التأليف الروائي وصناعة السينما في هوليوود فهناك أفلام وروايات تتحدث عن مطاردة الأرواح الشريرة والجن ومصاصي الدماء والمستذئبين والزومبي ويذهب العالم كله لمشاهدتها باستمتاع ويحصد شباك التذاكر مئات الملايين من الدولارات منها، ونحن نتابعها على القنوات الفضائية أو نشد الرحال إليها في صالات السينما في البحرين ودبي ومصر، ولكن عندما يقوم شبابنا بإنتاج فيلم على هذا المنوال لمطاردة الجن باستخدام أسلوب سينما الواقع يتم القبض عليهم ويحالون إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام، وإذا كان أحدث فيلم عرض في هذا الإطار عالمياً ضمن سينما 2012 هو فيلم «الشيطان في الداخل Divil inside فإن الفيلم الأحدث منه هو ما قام به مجموعة من الشباب هذا الشهر من نشر دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في أكثر من مدينة لملاحقة الجن. إن تداعي الشباب لمطاردة الجن في الأماكن المسكونة بهم في المدن على النحو التالي الذي يشاع في «تويتر والواتس أب» ليس معناه بالضرورة أنهم يتيقنون من وجود جماعات من الجن تسكن هذه الأماكن المهجورة أو أنهم يحملون رسالة لإخراج الجن حتى لو كان مخالفاً للنظام ولكنه حس المغامرة والحماس لديهم في أن يعيشوا في أجواء أفلام الأكشن والرعب والخيال العلمي، والمخرجون السينمائيون في هوليوود ليسوا بأفضل منا فنحن الأولون وهم التالون وهم ينقصون ونحن نزيد والقلطة حتى في مطاردة الجن لنا وليس لكفار هوليوود، ومن الظلم أيضاً للشباب أن تصدر تصريحات رسمية من بعض الأشخاص والجهات بأن في مطاردة الجن مخالفة شرعية بينما هم الذين حقنوا عقول الناس بقصص إخراج الجن الذين تلبسوا البشر ومطاردة الجن الذين يشعلون الحرائق الصغيرة في بعض المنازل، وهم الذين نشروا مقاطع صوتية ومرئية على اليوتيوب عن أفلام معالجة المس وإخراج الجن بالضرب بالخيزران وليس بقضيب الخشب أو الفضة كما في الأفلام وبعد أن نشحن الأجواء بكل هذه القصص والحوادث وتتكون لدينا صناعة كبيرة ونصنع نجوماً في عمليات إخراج الجن نقول للشباب عبر وسائل الإعلام إن في مطاردتكم للجن مخالفة شرعية، فهل هذا من باب الخوف من منافسة الشباب لهم أو يأتي ضمن صراع الأجيال من عواجيز هوليوود.