لا يمكن أن تصل «الوقاحة السياسية» إلى درجة غش المصريين بتوزيع لحوم فاسدة على الغلابة منهم معبأة «في أكياس مزيفة» تحمل شعار القوات المسلحة التي لم ترتكب طوال تعاملها معنا هذه الخطيئة التي حرمها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله: من غشنا.. فليس منا»، وهو ما يحمل ضمنا خروج «هؤلاء الغشاشين» من «ملة الإسلام»! والغريب أنَّ ذلك التوزيع يتم عن طريق «المحلات والشوادر» التي ملأ بها حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لحزب «الإخوان المسلمين» أغلب نواحي مصر في غزل للفقراء لانتخاب ممثليهم المتقدمين «لكرس عرش مصر»، وهي المحلات والشوادر التي هاجمتها مجموعات أمنية وتموينية وصحية مشتركة بين قوات من الجيش والأمن المركزي، ومفتشو التموين، والشؤون الصحية البيطرية، حيث أثبتت تحاليل عينات تلك اللحوم بأنها –بفسادها- غير صالحة للاستخدام الآدمي بسبب إعادة تجميدها أكثر من مرة في مناخ من الحر الشديد! وتشمل تلك اللحوم الفاسدة أشكالا من مكعبات اللحم، واللحم المفروم، وشرائح الكبد البقري، حيث تم الضبط في محال مختلفة في الكثير من المحافظات، حيث تم إبلاغ النيابة العامة في تلك المحافظات بمحاضر الضبط ونتائج التحليل- بالمعامل المركزية- حيث أصدرت النيابة إلى الشرطة أوامر «ضبط وإحضار» لكل من شملتهم تلك الجرائم بالمحافظات.ويعلق النشطاء السياسيون على تلك الأفعال الإخوانية -التي ابتعد السلفيون عنهم بطلاق بائن بينهما فوراكتشاف أفعالهم- بأن استغلال فقر الناس باللحم الفاسد لا يجوز شرعاً ولا سياسة، ولا بأي مبررٍ كان، وأنهم يستخدمون أسلوباً جرى عليه الحزب الوطني المنحل عندما كان يقوم بنفس الفعل مدعوماً بيد مباحث أمن الدولة الباطشة التي كانت تتولى بعد ذلك جمع الضحايا من المرضى إلى مستشفيات بلا علاج يعقبها «دفن الموتى» في صمت ..وبغير عزاء، ولا حتى بكاء الأرامل واليتامى، من ضحايا ذلك اللحم الفاسد الذي توزعه شوادر الإخوان في كل مكان في مصر، وهو التوزيع الذي انخفضت به أسهمهم في الساحات المصرية إلى «الحضيض»!