تستعد أسواق الأحساء وطرقاتها الزراعية، لاستقبال بواكير الرطب التي ستطرحها لهم قرابة ثلاثة ملايين نخلة، موزعة على جسد أكبر واحة زراعية في العالم، وتمثل هذه البواكير أصناف «الطيار والغر» التي صبغت نفسها باللون الأصفر الآن. وعادة ما يبدأ نزول الرطب – من هذه الأنواع – في منتصف شهر يونيو، وتتبعها بقية الأصناف مثل الخلاص والشيشي والبرحي والخنيزي حتى نهاية شهر يوليو، المتزامن نهايته هذا العام مع دخول شهر رمضان المبارك، ومعه يتوقع أن ترتفع الأسعار بعد انخفاضها. وأوضح كبير خبراء الفاو في المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور في الأحساء د.عبدالله عبدالله ل «الشرق» أنه خلال الأسبوعين المقبلين ستنضج ثمار رطب «الطيار والغر» وهما من البواكير وطلائع الثمار في هذه الغابة النخيلية، معتبراً أن درجة الحرارة ستلعب دوراً كبيراً في النضوج المبكر للرطب. وقال متعاملون مع سوق الرطب، إن الأسعار ستكون مرتفعة لهذه الثمار، لأنها بشرى، ولها وقع خاص في نفوس الأهالي، خصوصاً عند كبار السن، وتوقعوا أن يصل سعر الكيلو إلى ثلاثين ريالاً للطيار، وخمسين ريالاً للغر، فيما توقع المزارع سمير الماجد أن تظل الأسعار محافظة على الارتفاع حتى دخول شهر رمضان المبارك، فخلال هذه الفترة التي يتوفر فيها الرطب، لا يلتفت الأهالي إلى التمر تماماً، فالكل يريد أن يستمتع بأنواع الخيرات، التي تتوالى تباعاً، مشيراً إلى أن نسبة العقد في صنف «الغر» تعتبر قليلة هذه السنة بسبب ظروف الأمطار التي صادفت وقت تلقيح هذا الصنف، وأثرت فيه بالطبع. وأشار الماجد إلى أن المنتج من الرطب -عادة- لا يغادر الأحساء، نظراً لكثرة الطلب وقلة العرض، ولأن نقلها إلى منطقة أخرى يحتاج إلى تبريد وعناية وإلا كسدت حالاً، إضافة إلى أن هناك أنواعاً مثل «الخلاص» لا تدوم فترة الرطب فيه، فسرعان ما يتحول ثمره إلى تمر بصورة سريعة.