تذمّرعدد من سكان تنومة وبللسمر (شمال منطقة عسير) من مشروع التسمية والترقيم الذي أطلقه المجلس البلدي في المركزين قبل نحو عام وأكثر، مبدين استغرابهم وقلقهم على مصير قراهم التي لها مسميات تاريخية وقديمة تعود لمئات السنين ونالها المشروع الذي وصفوه بأنه يفتقد للمرجعية والمنهجية الصحيحة من قبل القائمين عليه. وقال المعلم فايز حصان، إن تغيير الأسماء ليس تجديداً، لأن هناك فرقاً شاسعاً بين التغيير والتجديد، وأضاف «هناك أشياء لا ينطبق عليها التغيير ولا حتى التجديد، ولا يجب أن تشمل التغييرات الأسماء التي هي جزء من تاريخ المنطقة، ويحق للبلدية والمجلس البلدي أن يسمّيان بما شاءا في حالة المخططات الجديدة، أما أن تأتي بأسماء لقرى معروفة في جذور تاريخ المنطقة وتغيّرها فهذا غير مقبول». أما مدير موقع تنومة الإليكتروني عبد الرحمن متعب، فذكر أنه شاهد أسماء لم يسمع بها ولا وجود لها أصلاً، وطالب بترك مسميات القرى في تنومة كما عرفها أبناؤها، وأضاف «كلنا نعرف بأن المسمّيات أطلقت من قديم الزمان وبعضها له آلاف السنين ومذكورة في كتب التاريخ بأسمائها القديمة فلماذا التغيير غير المجدي». وذكر رجل الأعمال سلطان الأسمري، أن مشروع التسميات الجديدة فيه تجنّ على مسميات ارتبطت بها حياتهم وطفولتهم منذ القدم، وأضاف «انتزاع أسماء القرى القديمة وتغييرها بمسميات مكررة في كل مدينة غير لائق، وما هي الفائدة المرجوة منه». واستغرب محمد الشهري، ممّا وصفه بالازدواجية في المشروع، حيث تم تركيب اللوحات بالمسمّيات الجديدة في مداخل القرى وعلى الشوارع، فيما تمّ قبل أيام قليلة تركيب لوحات أخرى صغيرة تشير للأسماء القديمة، متمنيّاً تطوير هذه القرى وتوفير سبل الراحة لأهلها حتى تساهم في استقرارهم، فهي أفضل خدمة تقدّم لها وواجب من واجبات البلدية وغيرها من الجهات المعنية. وأكَّد ناصر الأسمري، أن المسميَّات القديمة جزء من تراث أبناء المنطقة وتاريخهم ويجب الحفاظ عليها، وأضاف «ما المانع من ذكر اسم القرية كما هو دون تعديل ويدخل ضمن مساحة المسمَّى الجديد للأحياء». أما فايز الشهري، فوصف تسمية الشوارع بأنها خطوة جيدة، مضيفاً أنه ضد تغيير أسماء القرى بصورة غير مدروسة. من جهته، أوضح أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل ل «الشرق»، أن أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد وجَّه بتشكيل لجنة لدراسة مشروع الترقيم والتسمية، مبيّناً أن الأمانة تنتظر قرارات اللجنة خلال الأيام المقبلة.