"لاحياة لمن تنادي"، ذلك هو حال الكثير من أهالي محافظة ظهران الجنوب، الذين ما فتئوا ينادون منذ عدة أعوام بضرورة المحافظة على المسميات التاريخية والقديمة لقرى وأحياء وطرق محافظتهم التاريخية، إلا أن صرخات الاستجداء تلك لم تلق آذانا صاغية- كما يقولون- خلال تنفيذ المشروع السابق الخاص بترقيم وتسمية شوارع وأحياء المحافظة. آخرون شددوا على ضرورة الأخذ في الاعتبار التمسك بالمسميات القديمة للقرى والأحياء والشوارع والتي استبدلت أسماؤها بأسماء غريبة، مطالبين مسؤولي البلدية ومجلسها الحالي بضرورة النظر إلى مطالبهم بعين المسؤولية، وإعادة المسميات القديمة للأحياء والقرى والشوارع، والتي ارتبطت بها منذ مئات السنين، بل وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الإرث التاريخي لأهم محافظات منطقة عسير. وفي هذا الصدد، أكد محمد أبو حديد "من أهالي قرية آل المونس"، فقدان كثير من المواقع والقرى والطرق التاريخية في محافظة ظهران الجنوب قيمتها التاريخية، والتي تعود إلى مئات السنين، بسبب تغيير مسمياتها من قبل لجان لا تعي الأهمية التاريخية لمدينة اشتهرت خلال العصور المتعاقبة بموقعها الجغرافي والتاريخي الهام، مشدداً على ضرورة تشكيل المجلس البلدي لجنة للإشراف على إعادة تسمية أحياء وشوارع المحافظة، بحيث يحتفظ كل حي وقرية وشارع بمسمياتها القديمة دون تحريف أو تغيير، على أن تعطى أسماء دالة وجميلة للأحياء الجديدة. بدوره، طالب عبدالرحمن حمد "من أهالي وادي الغيل"، بضرورة إعادة المسميات القديمة لقرى وادي الغيل والتي غيرت مسمياتها بأسماء جديدة أفقدتها القيمة التاريخية لها، ولم تعد مناسبة في مسمياتها مع مسمياتها الأصلية الموجودة على أختام نواب قرى الوادي، الذين عينوا وفق المسميات القديمة لتلك القرى. أما علي حسن الوادعي، فأرجع العبث والتكسير الذي لحق بعدد من اللوحات الحاملة للمسميات الجديدة والمنتشرة في أنحاء المحافظة، نتيجة الأسماء الغريبة التي سميت بها أحياء وشوارع المحافظة، مما جعل البعض يلجأ الى أساليب وطرق غير حضارية في طمس وتغيير الأسماء الجديدة، التي لا تتوافق حتى مع خريطة أطلس الخاصة بالمسميات والمواقع التاريخية والسياحية في المملكة. من جهته، قال رئيس المجلس البلدي بظهران الجنوب عوض الوادعي ل"الوطن" أمس إن هناك مشروعا جديدا جار تنفيذه لتسمية الشوارع وترقيم الأملاك بظهران الجنوب تتجاوز تكلفته 700 ألف ريال، مؤكداً أن المجلس أوصى في إحدى جلساته بضرورة احتفاظ الأحياء والقرى القديمة بمسمياتها الأصلية، وأن تعطى المخططات الجديدة أسماء دالة، مبيناً أنهم وجدوا تعاونا كبيرا من قبل البلدية.