ثلاثة وثلاثون عاماً مضت على الذكرى الأليمة لأبشع المجازر في تاريخ البشرية نفّذها الجنرال أحمد مدني ضد الشعب العربي الأحوازي بمدينة المحمّرة التي أمطرت بحمم نيران الغزاة القادمين من خلف جبال زاكروس طيلة ثلاثة أيام بلياليها من 29/05 حتى 31/05/1979، راح ضحيّتها خمسمائة شهيد بين رجل وامرأة وطفل، وأضعافهم من الجرحى والمعتقلين والمشرّدين. وبهذه الجريمة البشعة دشّن الخميني عهداً دموياً جديداً في الأحواز لا يقل بشاعة عن عهد جزار مخيم صبرا وشتيلا، ليؤكد أن الأحواز هي الوجه الآخر لفلسطين، وأن سياسة الكيان الإيراني والكيان الصهيوني هما وجهان لعملة أجنبية واحدة. وعلى إثر تلك المجزرة الفضيعة، كافأ الخميني الجنرال مدني بقيادة القوات البحرية وحاكماً عسكرياً على الأحواز المحتلة ووزيراً للدفاع وقال فيه: أحمد مدني هو عيني اليُمنى!. والتف الخميني على ثورة الشعوب التي تعيش ضمن جغرافية ما تسمّى بإيران فتسلقها، وهضم حقوق الشعوب غير الفارسية من عرب وآذريين وكُرد وبلوش وتركمان، فاستولى على تضحياتها في سبيل انتصار الثورة، وأعلن حكم الحزب الدكتاتوري الواحد برفع جماعته شعار: لاحزب إلا حزب الله ولا قائد إلا روح الله، نسبة إلى روح الله الخميني. ولم يسلم حتى الشركاء من بطش الخميني، حيث طالتهم سلسلة الاغتيالات والتصفيات الجسدية، وفرّ الجنرال مدني إلى أمريكا حتى توفي عام 2006 على إثر مرض العضال عانى منه عدّة سنوات. ولقّب الشعب الأحوازي تلك الحادثة الأليمة بمجزرة الأربعاء السوداء، وأصدرت المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) بياناً نعت فيه شهداء المحمّرة وأكدت تمسّك الشعب الأحوازي بالحق في تقرير المصير ومواصلة نضاله المشروع حتى تحرير الأحواز من قبضة الإحتلال الفارسي الإيراني.