افتتحت الملحقية الثقافية السعودية في لبنان، يوم أمس الأول، برنامجها الثقافي في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، بدورته ال55، في مركز بيال للمعارض، بمحاضرة الدكتورعبدالله الناصر”ثقافة الجزيرة العربية بعد المدينة إلى قيام الدولة السعودية”، بحضور شخصيات دبلوماسية وفكرية وأكاديمية وإعلامية، وبحضور السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري. قدم المحاضرة الكاتب غازي قهوجي، منوهاً بمسيرته الفكرية والأدبية، قائلاً: إن الناصر يجمع بين استقراء التاريخ، وبين ما غفل عنه المهتمون. واستند الدكتور الناصر في محاضرته إلى معيار الارتجال السردي المترابط، سارداً الوقائع التاريخية التي شهدتها منطقة شبه الجزيرة العربية بعد المدينة، شارحاً الأسباب والأحداث التي تقاطعت ديموغرافياً وأمنياً وثقافياً، وأدت إلى تشكيل ثقافة الجزيرة العربية ضمن الفترة الممتدة ما بعد المدينة إلى قيام الدولة السعودية آنذاك. يقول الناصر، لقد كانت منطقة الجزيرة العربية، “منبت الأدب واللغة والفكر والإبداع. وإذا كانت الأمم تفخر بحضاراتها، فإن العرب يفخرون بثقافتهم المهمة جداً، حيث كان شعراء شبه الجزيرة العربية يبنون بيوتاً من الشعر، ويعلقون قصائدهم على الكعبة المشرفة، لكونهم لا يستقرون في مكان محدد. وعدَّد الناصر الأسباب الرئيسة وراء إهمال شبه الجزيرة العربية في تلك الحقبة من تاريخ المنطقة، معرّجاً على ذكر اليمامة، الواقعة في وسط الجزيرة العربية، والتي كانت ملتقى الشعراء الكبار، أمثال جرير والفرزدق وعنترة، وسواهم. كما عرّج على ذكر موقعة مسيلمة الكذّاب، التي حدثت في اليمامة. وتوقف في مسار محاضرته عند نشوء قبائل جديدة وعناصر ومكونات هجينة مختلفة عما كانت عليه في العصر الجاهلي. يجدر بالذكر أن عبد الله الناصر وقّع بعد المحاضرة كتابه “الشجرة”، في جناح “دار رياض الريس للكتب والنشر”.