أوضح القيادي في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، أحمد أبوبركة، أن الإخوان وحزبهم يعوِّلون بالدرجة الأولى على ثقة الناخبين فيهم في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية منتصف يونيو المقبل، التي يخوضها مرشحهم الدكتور محمد مرسي في مواجهة آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك، الفريق أحمد شفيق. واعتبر أحمد أبوبركة، في تصريحاتٍ هاتفية ل «الشرق»، أن الإخوان يعتمدون في المقام الأول على تجاوب الناخبين مع التطمينات التي قدموها، وأبرزها تأسيس مؤسسة رئاسية تضم عناصر ذات كفاءة من كل التيارات، وتعيين نائب للرئيس من خارج جماعة الإخوان وتشكيل حكومة ائتلافية موسعة ليس بالضرورة أن يكون رئيسها من حزب الحرية والعدالة. وقال أبوبركة «نعتمد على دعم المواطنين وثقتهم في تطميناتنا، حتى وإن رفضت القوى السياسية دعمنا في جولة الإعادة»، مشيرا إلى حرص الإخوان على التواصل مع التيارات السياسية التي مازالت مترددة في التضامن مع الإخوان للحيلولة دون عودة «شفيق». وتابع «الشعب لن يسامح القوى السياسية إذا رفضت مواجهة أحمد شفيق والعمل على منع عودة نظام حسني مبارك، نحن نتواصل معهم ونتعهد لهم وللشعب، وإن لم توافق هذه القوى على دعمنا، فهمنا الأساسي هو إقناع الناخبين». بدوره، أكد القيادي في حزب الحرية والعدالة، الدكتور محمد البلتاجي، حرص حزبه على خوض جولة الإعادة باعتبارها «معركة الثورة ضد النظام السابق وليست معركة الإسلاميين ممثلين في الإخوان والسلفيين ضد معسكر الدولة المدنية»، واصفاً مرشح الإعادة «شفيق» ب «أنه لا يعبر عن مدنية الدولة كما يحاول البعض الترويج له وإنما هو نسخة من حسني مبارك وسيعمل على إعادة مصر إلى خطوط ما قبل 25 يناير 2011». وأكمل «هذه لحظة تاريخية، وكل فصيل سياسي سيتحمل المسؤولية التاريخية عن مواقفه سواءً دعَم مرسي أو شفيق»، مبدياً ثقته في قدرة الإخوان ومعهم القوى الوطنية على القضاء على فرص عودة النظام السابق. وعن مسار التباحث مع القوى السياسية المترددة حتى الآن، قال البلتاجي «سنظل نراهن حتى آخر لحظة على أن خلافنا السياسي مع التيارات الأخرى لن يدفعها إلى الرضا بإعادة انتاج نظام حسني مبارك والقضاء على الثورة، هذه مرحلة تجاوز الخلافات الضيقة». ولم يعلن أي فصيل سياسي مصري حتى الآن دعمه لمرشح الإخوان في جولة الإعادة باستثناء التيار السلفي ممثَّلا في حزب النور وجمعية الدعوة السلفية، فيما لم تحسم مكونات التيار الليبرالي والثوري مواقفها حتى بعد تعهد مرشح الإخوان محمد مرسي، أمس الأول، بعدم السيطرة على مؤسسات الدولة وإشراك مختلف التيارات في مؤسسة الرئاسة والحكومة المقبلة. أما أبرز مرشحي الرئاسة الخاسرين حمدين صباحي، صاحب المركز الثالث، فأعلن نيته عدم دعم مرشحي الإعادة حتى لو قدم الإخوان ضمانات أكثر من تلك التي وعدوا بها، وهو ما أثار جدلاً إلكترونياً بين أنصاره الذين أيدوا موقفه وشباب جماعة الإخوان والتيار السلفي الذين اعتبروا قراره خاطئاً لأنه يصب، من وجهة نظرهم، في خانة الحشد غير المباشر لأحمد شفيق، وتبدأ الإعادة في ال 16 من يونيو المقبل وتنتهي في اليوم التالي.