هنا في وسط القاهرة يقطن هؤلاء «أموات فوق الأرض» هم سكان المدافن، هنا لا نستطيع تمييز الميت من الحي فكلهم واحد، وبين المقابر يعيش نصف مليون مصري على هامش الحياة. تستقبلك عجوز تجاوزت السبعين من العمر ترافقها ابنتها مبتسمة وهي تقول «لا تستغربوا هنا ولدنا و هنا نموت»، طفل تجاوز عامه الثاني يتعلَّم المشي و لكن يساعده في ذلك قبران يتكئ على أحدهما لتقطع خطواته الصغيرة الطريق إلى الآخر، وليس ببعيد امرأة تطبخ لأبنائها الغداء يساعدها زوجها. للموت هنا مفهوم آخر فهو ليس النهاية بل نهاية البداية فهنا يبدأ كل شيء، حياة جديدة ل 500 ألف ساكن هنا الموت هو رفقة و صداقة و رفقة عمر. سألنا امرأة لماذا أنت هنا؟، أجابت مبتسمة «منذ شهر توفي زوجي وأردت أن أكون بجواره في أولى شهور انتقاله للحياة الأخرى». هنا في المقابر، مصر أخرى.. تجد المقاهي والحلاق والدكان وكل ما تريد، إنها «حياة تجاور الموت». تصوير: علي قربوس تصوير: علي قربوس تصوير: علي قربوس تصوير: علي قربوس تصوير: علي قربوس تصوير: علي قربوس تصوير: علي قربوس