قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن ثلاثة شهداء سقطوا أمس في مدينة حمص وريفها في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم جمعة «دمشق.. موعدنا قريب». وتعرض حي جوبر الملاصق لحي بابا عمرو لليوم الثامن على التوالي لقصف عنيف منذ الخامسة فجرا من المدافع المتمركزة في الكلية الحربية بمنطقة الوعر ومن راجمات الصواريخ المتمركزة في قرية عيصون، وطال القصف مقبرة الشهداء في الحي، وبث ناشطون صورة لطفل مع إخوته قرب قبر والده الشهيد وهو يقول: «الشبيحة قتلوا أبي ثم قصفوه في القبر». وخرجت في مدينة حمص وريفها مظاهرات بعد صلاة الجمعة حيث ردد المتظاهرون هتافاتهم المعروفة والمنادية بإسقاط النظام. وكان لافتا خروج المظاهرات حتى من الأحياء التي تتعرض لضغط شديد كحي الخالدية وحي الشماس الذي شهد مذبحة منذ أسبوع. وفي حمص القديمة خرجت مظاهرات في أحياء باب الدريب والحميدية وبني السباعي، وذكر ناشطون أن صلاة الجمعة في مساجد حمص القديمة اتسمت بقيام خطباء المساجد بالدعاء المباشر على بشار الأسد وأعوانه. وذكر ناشطون أن أكثر من مظاهرة حاشدة خرجت في حي الوعر بعد أن قام النظام بمداهمة عدة منازل لنشطاء في الحي أدت إلى اعتقال ناشطين ومصادرة أجهزة الصوت والأعلام واللافتات التي حضرها الناشطون للمظاهرة. كما قامت قوات الأمن صباحا بمحاصرة حيي الغوطة والحمرا، ونفذت عمليات تفتيش لبعض البيوت ولمدرستي «غرناطة» و»أم البنين» اللتين تأويان عددا كبيرا من نازحي الأحياء المهجرة، كما تم رصد اعتقال عدد من الأشخاص. وسجل إطلاق نار كثيف على مساكن التأمينات من قبل عصابات النظام من مبنى المخابرات الجوية الملاصق للحي. كما خرجت مظاهرات في مدينة القصير التي سقط فيها الشهيد محمد صالح كرزون إثر قصف استهدف قرية البويضة الشرقية، الذي خلف إضافة للشهيد ست إصابات. وفي الرستن التي تتعرض لقصف يومي، وتنعدم فيها كل مقومات الحياة، خرجت مظاهرة ضمت المتبقين من أهالي المدينة المحاصرة منذ شهور. كما سجل خروج تظاهرات في كل من تلبيسة والقريتين وتدمر ومهين وتلكلخ وعدد آخر من المدن والقرى. وقامت كتائب الأسد بقصف مدينة الحولة بمدافع الدبابات ورشاشات الشيلكا أثناء تظاهر الأهالي، ما أدى لسقوط الشهيد طلال بكور وهو شقيق ضابط منشق، إضافة لأحد عشر جريحا حيث قام الجيش الحر بالتصدي لكتائب الأسد ومنعها من اقتحام المدينة التي قطعت الكهرباء عن كافة أحيائها. وقال عضو مجلس قيادة الثورة في حمص أبو فارس ل «الشرق» إن المظاهرات لن تتوقف إلا بسقوط النظام. وأضاف: كنا نأمل بعد مجيء المراقبين أن نستطيع التظاهر السلمي دون تقديم ضحايا، لكن النظام مازال يتعامل مع المظاهرات بنفس الطريقة، ولم يؤثر وجود المراقبين على سلوكه إلا بتخفيف القصف عن المناطق التي تحيط بأماكن وجودهم.وأضاف عضو مجلس الثورة: لقد اجتمعنا أكثر من مرة مع المراقبين ومن ثم اجتمعنا مع نائب السيد عنان وقدمنا لهم شروحات كاملة عن انتهاكات النظام لكافة بنود المبادرة. وطالبناهم بتطبيق النقاط الخمس الأولى من الخطة قبل الحديث عن أي حوار مع أطراف من النظام لنقل السلطة.