أحاولُ أن أبدوَ: «ذكيّاً» على الأقل قبالةَ نفسي ابتغاءَ أنْ أستردَّ شيئاً من الثقةِ التي استلبَها تعليمُنا عقبَ أنْ فشلَ في أن يحشُرني في زمرةِ :»الموهوبين» مِن حفَظَةِ جدولِ الضربِ! (ضعوا مكان جدول الضرب امتحان القياس.. فأمننا العقلي ظلّ مستتباً.. الله لا يغير علينا). أياً يكُن الأمرُ؛ فما كانَ لنصالِ هذه المحاولاتِ: (في أنْ أكونَ:»ذكيّاً») إلا أنْ تتكسّر تِباعاً بإيقاعٍ زجاجيٍّ على جلمودِ صخْرٍ مِنْ ألغازِ: «التلفزيون السعودي»!، وذلك أنّ ألغازَ هذا الأخير من نوعيّةِ: «عيارٍ ثقيلٍ» تأبى إلا أن تُظهِرَني في حالةٍ من: «غباءٍ» مزرٍ اضطررتُ معها إلى أنْ أبثَّكم -مباشِراً- ألغازَ تلفزيوننا على هذا النحو: • ساعةُ: «مكةَ» ستظلُّ معلمَاً يمنحُ السعوديةَ بدقاتِ أذان الحرمِ التذكيرَ بأنّ لهذهِ البلادِ ريادتها عالمياً بحسبانِ: جغرافيةٍ مقدّسةٍ تحظى بها ليس في الكونِ ما يشْبهُهَا.. وإليها تهْوي أفئدةُ المسلمين حتى تلفزةً لو أنّنا شئنا ذلك وتوافرنا على الوعي إعلامياً. ومع كلّ ما لساعةِ مكةَ من زخم: «دِلاليٍّ» فإنّه وللتوّ لمْ يتمْ توظيف: «بناية الساعةِ» بعملٍ إخراجيٍّ احترافيٍّ (كما يجب)! لا في بدءِ البثّ ولا في نشراتِ الأخبارِ وفواصلها ولا.. ولا...! فهلْ يصح هذا الفعل؟! وحِراكُ العالم من حولنا: «إعلاما»؟! وبكلٍ فإنّ ما أتمناهُ ليس سوى الالتفات إلى هذا الأمر (ولو اقتضى الشأن الاستعانة بمخرجين عالميين بحيث لا تترك لمحض اجتهادات هواة) يذهبون ببهاء جمالياتها. ما أخشاهُ بحقٍ هو: أنَْ تسرقَ: «الجزيرةُ» هذا (المنجز) كما قد فعلتُه قبلاً في شأن: «توقيتِ مكةَ»! بينما نحنُ -يا أهلها- والأولى بتوقيتِها وساعتِها لم نزلْ بعدُ نغطُّ في سبات من شعابها. • ثمةَ جهودٌ سعودية تبذلُ في الحفاظِ على: «العربيةِ» لغةً؛ في حين يقابِلُها جهودٌ تبذلُ بسخاءٍ إذ يتمُّ إنفاقها على تشويهِ ما مضى من جهودٍ جديرةٍ بالإشادة، وذلك بما يكونُ من اغتيالٍ ل: سلامةِ اللغةِ نحواً وصرفاً ومخارجَ حروفٍ يضطلعُ به: «تلفزيوننا»! بكلّ كفاءة. أما خبرُ جمال الأداء فليس لنا فيه من حظٍ ولا نصيبٍ في زمن: «البحات»! والحناجر «التّنَكيّة». ولمن شاء منكم أنْ يشهدَ شيئاً من حالات الاغتيالِ فما عليهِ سوى أن يتابعَ ليومٍ واحدٍ: الغالب منْ قراءِ نشراتِ الأخبارِ بعامةِ في مشهدٍ ينحر فيها: «سيبويه» من الوريدِ إلى الوريد!، وبخاصةٍ من لدن: «أُغيْلِمةٍ» يؤتى بهم -وساطةً- فيؤذُوننا بقراءتهم لموجزِ الأنباء: «فلا نحو ولا سلامة مخارج ولا صوت؛ في الأثناء التي اقتصر حظنا من غالبهم: التثاؤب وأجفان متورمة من أثر النوم! • أيُّ شيءٍ يمكِننا ربطُهُ فيما بينَ: «مجلسِ الشورى» وبين: « سباقِ الخيلِ»؟!، والأولُ فيهما يأتي: «بثّهُ مسجلاً» في أخرياتِ الظهيرةِ؛ بينما يعقبُه الآخرُ في العصرِ؟! منْ كلّ يومِ جمعةٍ وذلك على شاشةِ تلفزيوننا. هل لساعةِ الإجابةِ في هذا اليومِ من علاقةٍ تجمع بين الاثنين؟! ربما ولِمَ لا؟! ذلك أنّ في كليهما: مضماراً وترويضاً وركضاً وفوزاً وجائزة وعلوّ ذكْرٍ. وإذن فإن ما يجمع بينهما يقتضي دعوات. وثمة بعدٌ شرعيٌّ آخر وهو: أنّ في شأن: «الشورى» قرآناً في سورتي آل عمران وفي الشورى، وفي الخيلِ سنةٌ صحيحةٌ إذ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة..» (... فعلا ما فينا حيله نتفتق فقها) انتظروني في: «بثٍّ مباشر» آخر أوفيكم فيه ببقية الألغاز.