يقرأها: عبدالمحسن يوسف يرسمها: معتصم هارون أحببته كثيرًا حين حمل على كتفه «السينمائي « هموم البسطاء والفقراء والمسحوقين إنَّ جلَّ أفلامه كانت تهجس بهذا وإنَّ هذه المقاربة كانت سبباً واضحاً لحب الناس له لقد جعلت قلوبهم تتغنى باسمه قبل أفواههم حمل همومهم، فحملوه فوق رؤوسهم رايةً عالية. ودندن على وتر آلامهم، فجعلوه على الشفاه أنشودةً لا تذبل. في وقت الرخاء، بدا لنا مغرداًّ في سرب الكادحين حاطباً في حبلهم، مدركاً لمكابداتهم، وشاعراً بأنينهم اليوميّ.. في وقت الثورة، وقت الأزمات، ووقت المحن حيث تتجلى معادن الرجال وفرز الأصيل النفيس من الزائف الرخيص.. بدا لنا أنه مع السلطة. هنا تحديداً، اتضح للجميع أنَّ عادل إمام كان «ممثلاً» فحسب بلا موقف وطني ثابت، وبلا مبدأ راسخ، ولم يكن منسجماً مع ما كان يؤكد عليه في منجزه السينمائي.. وقف مع نظام مبارك لأنه وجد أنَّ مصالحه الشخصية تكمن هناك.. انتقد شباب ميدان التحرير، فحمل «يوتيوب» هجاءه الذي نزع عنه القناع، مما أثار استياء الشارع المصري الغاضب.. وحين تأكد له أنَّ سفينة النظام آيلة للغرق «لحس» تصريحه بصفاقة نادرة، نافياً أن يكون قد انتقد الثورة وحاملي مشاعلها وظهر وجهه دون ماء! هنا تحديداً سقط عادل إمام تماماً.. ففي زمن الثورة، اللعب على الحبال لم يعد مجدياً.. وارتداء أقنعة جديدة بات ضرباً من الحماقة.. كما أنَّ التذاكي أضحى سلوكاً مثيراً للتقزز والغثيان.. ليس هذا فحسب.. بل إنَّ عادل إمام كرر خطيئته نفسها حين وقف في صف «النظام الأسدي» خالعاً عليه وصف «آخر قلعة للصمود والتصدي» و «آخر جدار للمقاومة ضد الصهيونية والاستعمار»! غاضاًّ الطرْفَ عن جرائم هذا النظام الدموي البشع.. إنه بهذا الانحياز للجلاد ضد الضحية وقف عاريًا تمامًا أمام الملأ .. لقد سقطت عنه آخر ورقة توت كان يتستر خلفها.. أخيراً أقول: أيها النجم الكبير الذي انطفأ، كيف تقف مع الناس في «التمثيل» وتخونهم في «الواقع»؟ كيف تدير ظهرك لأحلام شعبٍ رفعك فوق رأسه كراية، وحملك عالياً مثل غصن؟ كيف؟