وجه عدد من المسرحيين نقدهم لاختيار مسرحية «الأجساد»، لتمثيل المملكة في مهرجان المسرح الخليجي للفرق الأهلية، الذي سيقام في سلطنة عمان، سبتمبر المقبل. وأبدوا اعتراضهم على اختيار المسرحية من قبل لجنة المشاهدة، التي شكلتها جمعية المسرحيين السعوديين لاختيار المسرحية التي ستمثل المملكة في المهرجان، على اعتبار أنها من تقديم جمعية الثقافة والفنون، فرع الرياض، وليست لفرقة أهلية، مشيرين إلى أن اختيار هذه المسرحية «خطأ فادح»، لأن المهرجان مخصص للفرق الأهلية، وليس للجمعيات. معوقات للفرق ياسر الحسن وقال عضو فرقة «نورس»، ياسر الحسن: إن مهرجان الخليج المسرحي للفرق الأهلية «مهرجان للفرق الأهلية، كما هو اسمه، أي أنه يعنى بالفرق الأهلية، وليس بفرق الجمعية، ولكن ما حدث هو العكس، والسبب هو رئيس جمعية المسرحيين (أحمد الهذيل)، الذي انتخبناه، لكي يكون عوناً لنا»، مشيراً إلى أن هناك أكثر من فرقة مسرحية «وضع لها معوقات لعدم المشاركة في مهرجان الخليج». وأوضح أن الهذيل وعدهم بتشكيل لجنة محايدة للمشاهدة، إلا أن المفاجأة كانت أن أعضاء اللجنة منتمين لجمعية الثقافة والفنون بالرياض، وأن أحد أعضائها عضو في لجنة المسرح في هذه الجمعية. وأكد أن فرقة «نورس» رفعت خطاباً لوكيل الوزارة للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، احتجاجاً على هذا الأمر. أمر غير مقبول وقال عضو فرقة الطائف، إبراهيم الحارثي: «إن تجاهل الفرق الأهلية في مهرجان للفرق الأهلية أمر غير مقبول، سواء لأعضاء الجمعية أو غير أعضائها». وأكد أن هناك فرقا أهلية في المملكة تجاوزت بمراحل الفرق التابعة للجهات الرسمية، موضحاً أنه كان يتمنى أن تكون الفرقة الممثلة للمملكة من جميع المناطق، وليس من منطقة واحدة. خطأ فادح أما عضو فرقة «المخاتير»، المسرحي حسين العبدالمحسن، فقال: إن ما حدث يدفع للتساؤل «ما هي الآليات التي تمشي عليها جمعية المسرحيين؟، وبما أن فرقتنا فرقة رسمية في الجمعية وتدفع لها اشتراكاً، لم لا تهتم بها»، مبدياً استغرابه من مشاركة «الجمعيات» في مهرجان للفرق، معتبراً أن مشاركة «الأجساد» تعد «خطأ فادحاً بحق المنظمين». كسر القوانين ياسر مدخلي وقال عضو فرقة «مسرح كيف المحترف» في جدة، ياسر مدخلي: «وجهت لنا دعوة، ولم نتقدم للمهرجان، لكن ما حصل خطأ، وفيه نوع من كسر القوانين»، مؤكداً أن المتضرر الرئيس هو النظام العام للفرق الأهلية، ملقياً الملامة على اللجنة الدائمة للمهرجان. وأشار مدخلي إلى أهمية معرفة أسماء لجنة المشاهدة، وتاريخ تسجيل الفرقة التي اختيرت في الجمعية، موضحاً أن المطلوب، في الوقت الحالي، من رئيس جمعية المسرحيين هو التحرك وإيجاد حل. خلل ما وأكد المسرحي فهد ردة الحارثي، أن فرقة مسرح الطائف لم توجه لها أي دعوة للمشاركة، ولم يسمعوا بكل ما حدث إلا بعد النتيجة التي قررتها لجنة المشاهدة. وقال إن «هناك خللاً ما»، مشيراً إلى «عدم شرعية وعدم قانونية» مجلس الإدارة الحالي لجمعية المسرحيين السعوديين، نظراً لاستقالة غالبية الأعضاء، مطالباً أعضاء مجلس الإدارة الباقين أن يستقيلوا، مؤكداً أن ما حصل أمر طبيعي نتيجة لأن الجمعية لا تمارس أي دور إلا البقاء على الكراسي. دور الجمعية مغيب أحمد الهذيل ورفض رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين، أحمد الهذيل، الإفصاح عن أسماء لجنة المشاهدة ل»الشرق»، إلا أنه أوضح أن مسرحية «الأجساد» مسجلة ومعتمدة في الجمعية. وأكد أن الجمعية، في الوقت الراهن شبه مغيّبة، حيث أن دورها الذي تنص عليه اللائحة الأساسية معطل نتيجة عدم وجود الدعم المالي، الذي يعينها على تنفيذ أي نشاط كان، وهذا مما أسهم في إضعافها ووضعها فيما هي عليه الآن. وأوضح أن الجمعية ليست قطاعاً إنتاجياً، بل جهة إشرافية أنشأت لتنظم الحراك المسرحي والمسرحيين والعمل على تطوير الحركة المسرحية عبر إقامة ورش عمل ودورات تدريبية في مجال المسرح. وقال: «عملت الجمعية بعد تكوينها وتشكيل مجلسها الإداري على تنفيذ العديد من الأنشطة عندما كان وضعها المالي يساعدها على ذلك، ولكن نشاطها تعطل نتيجة غياب الدعم المالي من الجهة التي قامت بتكوينها وهي وزارة الثقافة والإعلام». أما حول دعم الجمعية للفرق المسرحية الأهلية المسجلة في الجمعية، فأكد أن الفرق تعتمد في إنتاجها على نفسها ومجهودات الأعضاء المشكلين لها، ووفق ما تنص عليه لائحة الجمعية، فإنه من المفترض أن تقوم بدعم الفرق عند قيامها بإنتاج عمل مسرحي، ولكنها تقف عاجزة عن تحقيق هذا الدعم للأسباب التي سبق إيضاحها.