أطلقت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، برنامجاً بيئياً طموحاً هو الأول من نوعه في المنطقة، يهدف إلى إعادة الغطاء النباتي في منطقة الرياض، والحد من تدهوره والتحكم في مسبباته، ضمن عناية الهيئة واهتماماتها، بمتابعة الوضع البيئي في منطقة الرياض، في ظل ما تشهده من تأثيرات على الموارد البيئية بفعل التغيرات المناخية والأنشطة البشرية. ويعمل البرنامج على زيادة الغطاء النباتي في المناطق الطبيعية وإعادة تأهيلها، مثل الروضات والشعاب والأودية والنفود، وتنمية المناطق الرعوية، وصولاً إلى تنمية الحياة الفطرية النباتية والحيوانية على مستوى منطقة الرياض. وتم من خلال البرنامج تنفيذ مشروعي تشجير تجريبيين في متنزه الثمامة، تضمنا زراعة نحو ستة آلاف شجرة طلح، تخضع باستمرار لعمليات المتابعة المنتظمة وإجراء القياسات الدورية لنموها ورصد المؤشرات حول الظروف الأنسب لها من ناحية المكان وأسلوب الغرس والري. كما سيتم ضمن البرنامج تنفيذ مشروع التشجير التجريبي الرئيسي في المتنزه، والذي يتضمن زراعة 80 ألف شجرة من أنواع “الطلح، السمر، سمر الراديانا، والسلم” وإجراء كافة التجارب العلمية عليها لمعرفة ورصد أفضل الأساليب والطرق لإعادة الغطاء النباتي. كما جرى ضمن البرنامج، إنشاء بنك للبذور يهدف إلى إكثار النباتات مستقبلاً والمحافظة على بعض الأنواع من الانقراض، ويتم فيه حصر وتصنيف وجمع البذور من النباتات المحلية بناء على التصنيف العلمي للنباتات، ومن ثم دراستها في مختبر مجهّز بالتقنيات الحديثة، يتم فيه فرز البذور ومعالجتها بالطرق العلمية لمعرفة خصائصها وتحديد الطرق المناسبة لحفظها وتخزينها. ويشتمل بنك البذور على غرف لفرز وتجفيف البذور، ومن ثم حفظها عن طريق التبريد أو التجميد، ومعشبة لحفظ عينات النباتات التي تم جمع بذورها بعد التجفيف. وقد بدأ جمع وتخزين البذور من عدة مناطق محيطة بمدينة الرياض مثل: الثمامة والطوقي ورويغب والقدية وحفيرة نساح والحاير، في الوقت الذي جرى فيه استخدام هذه البذور في إنتاج الشتلات في مواقع التشجير التجريبية. وجرى ضمن برنامج إعادة الغطاء النباتي بمنطقة الرياض، تصنيف الأشجار والشجيرات ومغطيات التربة المحلية في منطقة الرياض، بالإضافة إلى إعداد “دليل للنباتات بمنطقة الرياض” احتوى على 396 نوعاً مختلفاً من النباتات. كما جرى ضمن البرنامج، إعداد دراسة علمية لتوثيق مشروع تشجير وادي حنيفة، تهدف إلى حفظ الخبرات المكتسبة في عمليات تشجير وادي حنيفة للإفادة منها ضمن الأعمال المستقبلية، وقد اشتملت الدراسة على إعداد دليل للنباتات التي تمت زراعتها في الوادي، وطرق غرسها، وعمليات التشجير، وتوثيق الخبرات العملية في عمليات نقل أشجار الطلح. وفي السياق ذاته، تضمن البرنامج تخصيص مناطق للتشجير المكثف في وادي حنيفة، تزرع فيها الشتلات على مساحات محددة، ليتم نقلها بعد نموها إلى أماكن أخرى، وقد تم ضمن هذا المشروع استزراع 20 ألف شجرة حتى الآن وفق هذه التجربة في موقعين مختلفين من الوادي، تمهيداً لتعميمها على في بقية مواقع الوادي وفروعه مستقبلاً بمشيئة الله. كما شكّلت الهيئة ضمن برنامج إعادة الغطاء النباتي بمنطقة الرياض، فريق عمل من المختصين، وعقدت عدداً من ورش العمل، ونظّمت زيارات للاطلاع على التجارب العالمية والمحلية في مجال التشجير وإعادة الغطاء النباتي، وصولاً إلى إعداد استراتيجية شاملة لإعادة الغطاء النباتي في المنطقة. جانب من مشروع التشجير التجريبي في متنزه الثمامة
أحد مناطق التشجير المكثف في وادي حنيفة الرياض | علي بلال