إذا كان أكثر من نصف سكان أي دولة في العالم يلجأون إلى جوجل للبحث عن أي معلومة، فهذا معناه أن نتائج البحث الأولى التي تظهر للجمهور عندما يبحثون عن اسم شركة أو منتج معين هي التي تحدد حقيقة ما يعرفونه عن الشركة أو المنتج. تحويل هذه النتائج إلى نتائج إيجابية هو فن بحد ذاته، ومهمة أساسية لرجل العلاقات العامة أو التسويق في عالمنا اليوم. وبينما كان موظف العلاقات العامة يوما معنيا بشكل أساسي بالتعامل مع وسائل الإعلام، والسعي لإبراز مؤسسته من خلالها، فإن هذا ليتحول تدريجيا ليصبح من الماضي بكل تأكيد. لقد غيرت تكنولوجيا ثورة المعلومات –كما هو معروف- كثير من المبادئ الأساسية للاتصال بين الناس والمؤسسات والاتصال الإعلامي، وهذا يشمل عمل العلاقات العامة. عمل «العلاقات العامة» يتمثل في جوهره في عملية الاتصال بين مؤسسة أو جهة أو علامة تجارية أو حتى شخص وبين الجمهور المستهدف الذي نرغب أن يعرف عن تلك الجهة وتستقر لديه صورة ذهنية معينة ويتواصل معها بما يحقق في النهاية الأهداف المرجوة من ذلك الاتصال. بهذا التعريف، تصبح العلاقات العامة جزءا من حياة كثير من الناس، حيث لا تخلو مسيرة الإنسان المهنية من مشروع أو فكرة أو غيره مما يرغب في ترويجه لدى الجمهور بعيدا عن وسائل الإعلان التقليدية. فيما يلي مجموعة من الأفكار والنصائح لمن لممارسي العلاقات العامة في العصر الرقمي: • اختبر اسم مؤسستك على جوجل، وفي دول متعددة، وانظر للنتائج، واعمل على تعديلها لتكون في صالحك. هناك فن كامل مختص بالتعامل مع محركات البحث اسمه «Search Engine Optimization» والذي يقدم أفكارا تقنية وعملية متخصصة تساهم في النهاية في سيطرة مؤسستك على نتائج البحث وتحويلها لنتائج إيجابية. • عليك أن تفهم الشبكات الاجتماعية وتتابع تطوراتها، فهناك جديد كل يوم، ومعظم الجديد له علاقة بتسويق العلامات التجارية والشركات والمنتجات على الشبكات الاجتماعية. الإعلام الاجتماعي يمثل حلا سحريا واقتصاديا لأن تكلفته ليست عالية بينما تأثيره كبير وعميق بشرط أن تتقن التعامل معه. من جهة أخرى، قد لا تملك الخيار أصلا لتجاهل الإعلام الاجتماعي لأن هناك دائما احتمال أن تنطلق أزمة حقيقية من حديث الناس على الشبكات الاجتماعية، أزمة لا يمكن التحكم بها كما تعودت أن تفعل مع وسائل الإعلام، ولن يمكنك استئجار شركة متخصصة فجأة لتعالجها، لأن لديك في الغالب 24 ساعة فقط لمعالجة أزمة قبل أن تكبر خارج حدود السيطرة. • اهتم ب»الأصول الرقمية» للشركة أو العلامة التجارية. الأصول الرقمية هي عموم الصور والفيديوهات والمعلومات والوثائق الخاصة بالشركة. لأن الإعلاميين اليوم يلجأون أيضا إلى جوجل والإنترنت للبحث عن المعلومات، وفي كثير من الأحيان دون أن يكلفوا أنفسهم الاتصال بمسؤول العلاقات العامة، فإن العناية بتنظيم هذه المعلومات على شبكة الإنترنت وجعلها متاحة بسهولة وسرعة لكل من يبحث عنها أصبح أساسيا للنجاح في عالمنا الرقمي. • أسس «مدونة» لك، والمدونة هي عبارة عن موقع إخباري مصغر، مع كثير من الملاحظات الشخصية والسريعة، بشرط أن تحدث باستمرار، حتى تتحول لمرجع كل من يهمه متابعة أخبار الشركة وجديدها. المدونة الناجحة تعني أيضا تقديم مادة إيجابية جاهزة لتداولها على الشبكات الاجتماعية. في رأيي الشخصي، المدونة أمر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه لأي شركة أو إدارة علاقات عامة. • تقارير رصد الإعلام الاجتماعي: هذه التقارير أصبحت أساسية لكل من يريد التفوق في التعامل مع الإعلام الاجتماعي، لأنها تقدم لك بشكل يومي تحليلا كميا وكيفيا لما يقوله الناس عنك على الإعلام الاجتماعي. هناك عدد من الشركات العربية التي تقوم بذلك حاليا (وإن كانت الجودة ما زالت ضعيفة مقارنة بالمستوى العالمي)، وهناك عدد من الأنظمة أيضا. المحصلة النهائية -كما قلت أعلاه- حتى تتعامل مع أمر سلبي على الإعلام الاجتماعي يجب أن تتحرك مبكرا وبسرعة، وهذه التقارير هي التي تقدم لك التحذير في الوقت المناسب. • التفاعل مع الجمهور والتواصل معهم لم يعد خيارا، بل أمر لا بد منه، وهو تواصل يجب أن يكون سريعا وصادقا وشفافا، لأن ثورة المعلومات ألغت تماما إمكانية الكذب على الجمهور، أونشر البيانات الصحفية التي تتجاهل ردود أفعالهم لأنها تنشر في صحف ورقية. العالم صار تفاعليا، والجمهور يقول كل ما يريد، فتعامل معهم بذكاء، واضغط على مؤسستك لتقوم بكل إصلاح داخلي تحتاج إليه، لأنه صار من المستحيل الكذب على الجمهور في عالمنا اليوم.