ناصر الحسن أن تضع رهانك على طاولة التحدي، يعني أنك «تقامر» به، وتعرضه للمخاطرة، بغض النظر عن قيمة ذلك الشيء. البعض يجد في المراهنة لذة ومتعة، حتى لو عرّض كل ثرواته للخسارة والهلاك! فهو يعي ما يقوم به، ولا حسافة عليه! والربح الطائل الذي يجنيه «المقامر» في طرفة عين، جعل البعض يغير مسمى القمار والرهان وغيره، إلى أسماء عائمة، حتى تنعتق من كل أيدولوجية تخضع لها تلك البلدان التي تحرمه أو تمنعه، سواء باسم الدين أو بقوة القانون، مثل اليابان وروسيا، بحسب ما قرأت في موسوعة «ويكبيديا» وقد وجد كثيرون ضالتهم في التكنولوجيا الحديثة مثل «النت» والاتصالات وغيرها. و»القمار» عرّفوه بأنه اللعب والمقامرة على رهنٍ معلوم، والاتكاء على الحظ بالفوز بجائزة مادية في مدة قصيرة! والحظ «إما أن يكون سحابا ماطرا أو سرابا ظاهرا» والمشاركة في المسابقات ليست إلا سراب وماء مالح لا يروي من يرشفه! واليوم تقتات أغلب القنوات الفضائية قوت يومها، باستغلال أكبر عدد من البُلّه، تارة باسم الدين، وتارة باسم عيد الأم، وتارة بغيرها! وذلك بتشجيع المشاهد على إرسال أكبر عدد من رسائل ال sms، لذلك هي تجيد العزف على العواطف، والضغط على الغرائز، بأقصى مدى، وبهذا تقوم بالالتفاف على الشريعة أو القانون الذي يمنع ذلك النوع من القمار الجديد! فهذه الرسائل غالباً ما تكون تعرفتها مرتفعة جداً، ومع ذلك تخفي هذه القنوات قيمتها عن المتسابق، أو المقامر، لا فرق عندي طالما أنه سيضع جزءاً من أمواله في سلة التحدي لكسب جائزة، ربما تكون وهمية! صحيح أن بعض القنوات تضع سعر الرسالة مكتوباً بخط صغير جداً في أسفل الشاشة، وربما بسعر تافه، ومع ذلك لا تكتفي برسالة واحدة، فجهاز الرد الآلي يطلب منك إعادة الرسالة مرات ومرات، وفي كل مرة يخصم من رصيدك، حتى تصل إلى سعر مستهدف سابقاً! ثم أن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: ما فائدة تلك القنوات من تلك المسابقة؟ كم يبلغ مداخيلها من تلك المسابقات؟ من هو (الرابح الأكبر) من تلك المسابقات؟ ألا يمكن أن تكون فخاخاً وهمية؟ وبالتالي تضيع الحقوق في المطالبة أو التعويض؟ ألا يمكن أن تكون تلك المداخيل حيلة لغسل وتبييض الأموال؟ من حق كل إنسان أن يحلم، فقيمة الإنسان في الأحلام العظيمة التي لا تشيخ، وليس في الأحلام الرخيصة التي تنتهي مع صفعة خد! أن تحلم يعني أنك ما زلت حياً، ما زلت تنبض بحياة أفضل، ولكن الحلم يحتاج إلى مثابرة، إلى ركض لاهث، إلى سعي حثيث وعمل دؤوب، وتخطيط وهدف، وليس اتباع اللصوص، وسماسرة المسابقات، الذين يضغطون على الغرائز، حتى تسيل اللعاب، وتفقر الجيوب!