الدمام – علي المليحان صربي ضيع الفريق وسنتعلم الكثير من أخطائنا كنا نستحق الصعود لدوري زين.. لكن الحظ خذلنا نجحنا في لم شمل الشرفيين وألوم البعض على ابتعادهم نهضاويتي أهم من الهلال.. ومستقبل النادي هاجسي الأول كشف رئيس نادي النهضة، فيصل الشهيل عن رغبته في استمرار إدارة ناديه لأربع سنوات مقبلة بعد انتهاء فترة تكليفها الحالية، مشيرا إلى أنه سيدعو أعضاء شرف النادي لاجتماع خلال الفترة المقبلة من أجل الاستماع إلى آرائهم، وأخذ المشورة قبل تقديم أوراق ترشحهم في الجمعية العمومية للنادي. وتحسر الشهيل على ضياع حلم صعود الفريق الأول لكرة القدم إلى دوري زين للمحترفين، غير أنه اعتبر أن التفاف الجميع حول النهضة من أهم المكاسب التي تحققت هذا الموسم، وقال في حواره ل «الشرق»: «الفريق لم يكن سيئا، ولكنه كان بحاجة لقليل من الحظ لتحقيق طموحات النهضاويين». الشهيل تحدث بصراحة شديدة عن الأوضاع المالية بالنادي، وعاتب عددا من أعضاء الشرف على ابتعادهم عن النهضة، كما تطرق لنادي الهلال بصفته أحد أعضاء شرفه.. وغيره الكثير.. فإليكم التفاصيل. * ترقب النهضاويون، قرار إعلانك الاستمرار في رئاسة النادي للأربع سنوات المقبلة من خلال اجتماعكم الأخير، إلا أنكم أجلتم الحسم إلى وقت لاحق.. ما السبب؟ - قبل أن نتخذ أي قرار لا بد من التشاور والتفاهم مع الآخرين، فالنادي لا يمثله مجلس الإدارة الحالي فقط، بل جميع النهضاويين الذين نرغب في استشارتهم في كل ما يخص مستقبل النادي، سواء الانتخابات أو تزكية الإدارة الحالية أو إدخال تعديلات جديدة، والهدف الأسمى من التشاور والنقاش إشعار جماهير النهضة بأن الرأي مشترك بين الإدارة وأعضاء الشرف والداعمين للنادي. ناقشنا في الاجتماع الأخير بحضور رئيس مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية سابقا عبدالله الصقر العديد من الأمور الخاصة بالنادي، ومنها الالتزامات المالية للنادي، حيث بدأنا بتسديد ديون الإدارة السابقة، ولا اخفيك أننا طلبنا مؤخرا من الدولة صرف إعانة بمبلغ 400 ألف ريال ونتوقع وصولها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، من أجل تسديد كل مستحقات المدربين واللاعبين، وأطمئن كل شخص في النادي بأنه سيستلم حقه كاملا، ولن ترحل الإدارة وعليها دين حتى لو كان ريالا واحدا، عموما نحتاج إلى أسبوعين لأخذ الرأي والمشورة قبل فتح باب الجمعية العمومية، ولا نحب أن ننفرد باتخاذ القرار، ولا بد من وضع استراتيجية من حيث اختيار المدربين أو الإداريين، أو اللاعبين. * وهل لديكم أي نية للاستمرار في رئاسة النادي؟ - ليس لدينا مانع من الاستمرار، ولكن نريد مشاركة ودعم الآخرين معنا، وقد يكون أشخاص مقربين من أعضاء الشرف هم من يتصدوا لهذه المهمة وسنكون بجانبهم، هدفنا الحقيقي خدمة الرياضة، فلا نريد تكتلات، وأحزابا، والتفرد بالرأي، ولو رشحنا أنفسنا معنى ذلك أننا انفردنا بالرأي، نريد مشاركتهم، وإن كان هناك إجماع على استمرارية هذه الإدارة سنبذل قصارى جهدنا لنكون عند حسن ظنهم، وإذا كانت هناك آراء مختلفة ترى في ذلك مصلحة النادي، فنحن سنبتعد كإدارة، ولكن ستظل قلوبنا، وعواطفنا، وجوارحنا متعلقة في هذا الكيان، وسنستمر في دعم أي إدارة مقبلة. * في حال استمراركم لأربع سنوات مقبلة، هل ستدخلون أسماء جديدة في المجلس الجديد؟ - الحديث عن ذلك سابق لأوانه، ففي الاجتماع الأخير تخلف ثلاثة من أعضاء المجلس الحالي عن الحضور لظروفهم العملية، ولم نتمكن من البت في القرار بشكل نهائي، فوجود الجميع في الاجتماع المقبل مهم للغاية حيث سيكونون إلى جانب أكبر عدد من الشرفيين، وبعدها ستتضح الصورة بشكل أكبر حول ابتعاد، أو دخول أسماء جديدة لمجلس الإدارة. * كان الفريق قريبا من الصعود إلى دوري زين، لكنه أخفق في ذلك في المحطة الأخيرة.. لماذا؟ - نعترف أننا وفقنا في اختيار بعض العناصر، وأخفقنا في البعض الآخر، والجميع لم يقصر وقدموا جهدا يشكرون عليه، حيث كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل، ولكن لم يكتب لنا النجاح، هناك أندية منافسة لها حضور وتمرس في دوري زين مثل الحزم والوحدة، بينما نحن مبتعدون عن الأضواء عشرين عاما، ومع ذلك تمكنا من منافستهم حتى آخر رمق، وفي النهاية التأهل لا يتسع إلا لفريقين، وسنتعلم من أخطائنا، واعتقد اننا حققنا نجاحا وانجازا غير الصعود وهو لمّ الشمل النهضاوي والعمل بيد واحدة دون أي معارضة أو تكتلات، والنقطة المهمة بالنسبة لنا أن الرواتب والمكافآت التحفيزية كانت تسير على ما يرام، حيث وضعنا اسراتيجية واضحة المعالم، صحيح أنها لم تتحقق على أكمل وجه، لكن تحقق منها الكثير، وكدنا نصعد، لولا فارق النقاط الأربع التي تفصلنا عن الشعلة الأول، ونقطة عن الوصيف الوحدة، وبهذه المناسبة نبارك لهما الصعود إلى دوري زين، ونتمنى لهما التوفيق، وأيضا لنا في الموسم المقبل، سواء استمرينا أو أتت إدارة جديدة تكمل مسيرة البناء والصعود إلى الأضواء. * إلامَ تعزو تراجع مستوى الفريق في منتصف القسم الثاني من الدوري رغم تصدره عدة أسابيع؟ - بذلنا كل الجهود للصعود بالفريق، ولكننا كنا نحتاج إلى قليل من الحظ لنحقق ذلك، مثلا في مباراة أحد على أرضنا خسرناها بهدفين، ولو حققنا فيها الفوز لأصبحنا قريبين من الصعود أكثر من الوحدة، وقد ننافس على المركز الأول، صحيح أن الفريق تصدر الدوري تسعة أسابيع متتالية، إلا ان الفرق الأخرى كانت أكثر شهرة، وتمرسا، وخبرتهم تفوقت علينا في الأخير، وقد نوجز الأسباب في عدم ثبات المدرب على تشكيل معين نظرا لافتقاده أهم العناصر في تلك الفترة لوجودهم في دورة عسكرية، إضافة إلى الإصابات المتلاحقة، ورغم هذه الظروف إلا أننا حاولنا تحفيز اللاعبين بصرف مكافآت فوز بعد كل مباراة في حينها، وربما نكون قد تفوقنا على غيرنا في هذا الجانب، فضلا عن تسليم اللاعبين رواتبهم الشهرية أول بأول، ولم نتأخر سوى نصف شهر، وأعتقد أن ما فعلناه يعتبر شيئا قياسيا مقارنة بأندية أخرى. * وما سر إقالة المدرب الصربي فلادو بيجوفيتش بعد فترة قصيرة من التعاقد معه؟ - الاختيار كان في محله، ولكن حصل بينه وبين مساعده خلاف شخصي، فضلا عن أن غالبية اللاعبين طلبوا إقالته لعدم توافقهم معه بسبب عامل اللغة، كما أن مجلس الادارة لم يكن راضيا عن نتائج الفريق رغم أنه لم يخسر، حيث كانت التعادلات السمة الملازمة للفريق في المباريات، وفي النهاية قررنا إبعاده وإحضار بديله المدرب التونسي محمد لدو. * لمسنا قرب بعض الشرفيين ووقوفهم إلى جانبكم، بعكس آخرين آثروا الابتعاد. بم تفسر ذلك؟ - هناك من كان دعمه قليلا، وبعضهم بذل جهدا شخصيا معنا، لكن يبدو أن الغالبية منهم رأوا واتفقوا على أن مجلس الإدارة الحالي سيقوم بكل شيء من باب ثقتهم فينا، ونشكرهم على ذلك من جهة، ولكن نلومهم على الابتعاد من جهة أخرى.. لا أخفيك أننا نحتاج عودتهم، وألا نلمس ابتعادهم عن ناديهم، وهذا بلا شك سيكون دعماً لنا ولمحاسبة الإدارة على أي تقصير. * وماذا عن جهودكم تجاه المشروعات الاستثمارية للنادي؟ - المجلس السابق هو من وضع العقود الاستثمارية للنادي، وحين استلمنا دفة الرئاسة في الموسم الماضي، حاولنا جاهدين تغيير صيغة العقود، ولم ننجح في مبتغانا، حيث سعينا إلى وضع الحلول، وعدم ظلم المستثمر الذي حصل على الأرض الاستثمارية المقابلة للنادي، هناك أشياء أخرى في النادي من الممكن أن نستثمرها، خصوصا من ناحية الوجود الجماهيري الذي لمسناه عن قرب في العديد من المباريات بعد صعودنا إلى الأولى، وهذا يعطي دافعا قويا للمستثمرين، فضلا عن موقع النادي الاستر اتيجي الجاذب لبيئة الاستثمار، وقد شكلنا لجنة استثمارية لبحث المواقع الأخرى التي لم تستثمر حتى الآن، وهذه تحتاج إلى بعض الوقت مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهناك بعض المستثمرين جاهزين لدراسة الموضوع. * كم بلغ حجم مصروفاتكم هذا الموسم؟ - كان مدخول النادي ثمانية ملايين ريال من الاستثمار، وإعانة الدولة من الاحتراف، والنقل التلفزيوني، بينما بلغ حجم المصروفات أربعة عشر مليوناً وزعت كرواتب، ومكافآت فوز، ومعسكرات، وسفر، أي أن على النادي التزامات قدرت بستة ملايين ريال سددت عن طريق أعضاء مجلس الإدارة، بعضها ذهب كتبرع، والآخر دين. * في ظل الأنباء التي تشير إلى دخول الأندية إلى عالم الاستثمار، و(الخصخصة) قريبا، كيف تقرأ مستقبل النادي؟ - هذا ما نصبو إليه من جمع النهضاويين على طاولة واحدة في الاجتماع المقبل، حتى نأخذ رأيهم ونناقش ملف الدعم والاستثمار، أما الخصخصة، فلها وضع آخر، حيث ستضع أسسها وأنظمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومن وجهة نظري أحبذ التخصص وليس الخصخصة، لأن التخصص يقتصر على دعم لعبة أو لعبتين داخل النادي، بعكس ما نراه في أندية كثيرة تمتلك ما يقارب عشرة ألعاب مختلفة، وهي بلا شك ترهق خزينة النادي، أما الخصخصة فتقوم على رأس مال واستثمارات، ولها أيضا عوائق أخرى من حيث استثمار أراضي الأندية الممنوحة من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والنظر إلى موقع النادي ومدى قابليته للاستثمار، وأيضاً إلى جماهيرية أندية على حساب أخرى، وكذلك تحقيق البطولات، وأحيانا قد تكون سببا في الإضرار بالنادي، وأتذكر مؤتمر الأمير عبدالله بن مساعد الذي عقده قبل أشهر في «غرفة الشرقية» حول الاستثمار الرياضي، حينما أشار إلى أنه من الممكن أن نأخذ من الأندية الكبيرة ونعطي الأندية الصغيرة، ومع احترامي لهذا الرأي إلا أنني أرى أنه ليس عمليا. * لنخرج قليلا عن النهضة، ونتحدث عن الهلال.. بصفتك عضو شرف داعم فيه، كيف ترى مستقبل الفريق الهلالي؟ - صحيح أنني هلالي، وهذا لا يلغي أبدا نهضاويتي، وما يهمني حقيقة مستقبل النهضة في الفترة المقبلة.. لا شك أن الهلال ناد كبير، وعريق، وله رجاله، وأعتقد أنه بحكم الموقع الجغرافي من خلال وجودي المستمر في المنطقة الشرقية ورئاستي لنادي النهضة، سبب في ابتعادي وعدم الوجود المكثف في الرياض، وإن كنت أرى أن مجلس إدارة الهلال برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد الأعرف، والأدرى بخفايا وأمور الفريق، ولن أزيد على ذلك. * كلمة أخيرة تختتم بها هذا الحوار؟ - أهنئ جريدة (الشرق) على النقلة المتميزة التي حققتها في ظرف زمني قياسي من حيث الانتشار، وهذا عائد لنوعية وجودة الأخبار، والمواد المتميزة التي تقدمونها، ولا أنسى الرسومات الكاريكاتيرية، وامتلاككم لكوادر تحريرية نشطة، وأتمنى لكم التوفيق. فيصل الشهيل (تصوير: عبدالعزيز طالب)