احتفت جمعية الثقافة والفنون، فرع جدة، مساء أمس الأول، بالفنان محمد علي سندي، في أمسية وفاء شهدت حضوراً كثيفاً للأدباء والمثقفين، مدفوعين برغبة في التعرف على عوالم الفنان الراحل، مع غياب واضح للفنانين. وبخلاف الذين قدموا فقرات غنائية في الأمسية، فإنه لم يحضر من الفنانين سوى جميل محمود، إلا أن الحضور كان مرتفعاً بشكل عام، وكان غالبيته من الكتاب والمثقفين، الذين أعطوا الأمسية طابعاً أدبياً وإبداعياً مختلفاً. وبدأت الأمسية بكلمة مدير الجمعية، عبدالله التعزي، قرأها نيابة عنه المسؤول الإعلامي في الجمعية، سهيل طاشكندي، وأكد فيها أن الأمسية تأتي لاستعادة سيرة سندي بوصفه واحداً من أساطين الطرب السعودي الأصيل. بعد ذلك تحدث الفنان جميل محمود عن سندي، موضحاً أنه عرف الناس بالدانات المكية، وجعل الجميع يبحث عنها، معتبراً أنه جاء إلى التراث المكي من القمة، وليس من الدهليز. وأشار محمود إلى أن الراحل أصبح أحد الفنانين الرواد في المملكة بسبب «حسن الاستماع والحفظ»، مطالباً الفنانين الشباب بالانتباه لهذا الأمر. وفوجئ الجمهور بالرئيس السابق للنادي الأدبي الثقافي بجدة، الدكتور عبدالمحسن القحطاني، وهو يقدم شهادة قصيرة عن الفنان الراحل، أكد فيها أن من أهم مزاياه أنه كان يحسن الإنصات، ولا يتحدث إلا قليلاً «حتى وهو يلعب البلوت». وفي كلمته، كشف الصحافي، علي فقندش، أن سندي لم يكن لديه سوى أغنية واحدة من ألحانه، أما البقية فكانت من التراث المكي. ثم تحدث الروائي عبده خال عن «الفنان الذي كان يستمع اليه أيام الصبا في أزقة الهنداوية»، والذي كان «ثقيل الوطء على مسامعنا مقارنة بطلال ومحمد عبده»، لكنه أوضح أنه الآن يبحث عما أضاعه في تلك الأيام باحثاً عن تراث هذا الفنان لدى المؤرخين الفنيين والمهتمين. واشتملت الأمسية على تقديم عدد من الأغاني من تراث سندي، مثل «دع ما سوى الله»، و»ألا يا صبا نجد»، و»يحيى عمر قال»، و»أقبل الفجر». وقدم الأغاني عدد من الفنانين الشباب، بينهم، محمد بصفر، ومصطفى اسكندراني، ومحمد هاشم.يذكر أن الجمعية كانت أقامت عددا من «أمسيات الوفاء» تكريما لذكرى عدد من الفنانين الرواد، من أبرزهم: عبدالله محمد وفوزي محسون، إضافة إلى احتفاء لجنة المسرح برائد المسرح السعودي الراحل أحمد السباعي. كما ستواصل الجمعية تكريم مجموعة من الفنانين في أمسيات خلال الموسم الجاري، وهم: محمود حلواني، وطارق عبدالحكيم.