الفنان الكبير الراحل الأستاذ محمد علي سندي.. واحد من رموز الفن والإبداع في بلادنا الحبيبة، وهو من جيل الرواد الكبار، جيل البدايات والإبداعات، وتاريخ الفن والغناء في المملكة وفي منطقة الحجاز بجدة ومكة سيشهد لهذا الفنان بالكثير من الفضل في تقديم التراث الأصيل والحفاظ عليه. لقد عُرف عن الراحل السندي عشقه الكبير واللامحدود للفن الغنائي التراثي الحجازي، وللألوان الغنائية الحجازية، وقد أشتهر بتقديم لون «الدانة» الأصيل الذي لا يجيد أداءه وتقديمه إلا الفنانون الكبار من أمثال فناننا الكبير الأستاذ محمد علي سندي والذي بالفعل استطاع أن يقدم هذا اللون الأصيل بإحساسه وأسلوبه الراقي في الأداء (غناء وعزفًا)، فاشتهر رحمه الله ب «فنان التراث الأصيل». وجميع الأغنيات التي قدمها الأستاذ السندي هي من القصائد العربية العريقة، فلم يغني أغنيات ضعيفة الكلمات أو هزيلة المعنى، بل أن كل الأغنيات التي قدمها هي من روائع الأدب والشعر، ومنها مثلا قصيدة: «لا وعينيك» من شعر عنترة بن شداد، وأمّا الألحان فقد كان الأستاذ محمد علي سندي -يرحمه الله- يأخذ الألحان القديمة التراثية التي تتناسب مع هذه النوعية من الكلمات ويقدمها بأسلوبه الخاص الذي اشتهر به وعشقه الناس من خلاله، والرائع في هذا الفنان الكبير أنه لم ينسب في حياته لحنًا واحدًا له، بل كان دائمًا يقول ويردد: «إن ما أقدمه هو من التراث وأنا مجرد ناقل له». هكذا هم الكبار.. والأستاذ العم محمد علي سندي واحد من هؤلاء الكبار الذين أثروا ساحة الفن بعطاء غنائي أصيل، ولهذا لا يمكن أن ننسى أبدًا الدور الكبير له في الحفاظ على أغنياتنا وتراثنا الأصيل. واليوم تحتفي جمعية الثقافة والفنون بجدة بالفنان الأستاذ محمد علي سندي -يرحمه الله- في بادرة جميلة ومن خلال «أمسية وفاء» سيشارك بها فنانون وإعلاميون ومحبون لهذا الفنان الكبير، وهذه لا شك أنها لفتة جميلة جدًا من الجمعية، فأمثال الفنان الكبير السندي كثر، وجميعهم يستحقون الشكر والتقدير وأن نتذكرهم ونتذكر عطاءاتهم، وقد اقامت الجمعية الشهر الماضي أمسة وفاء رائعة للفنان الراحل فوزي محسون وكانت أمسية ناجحة وفي منتهى الروعة والجمال وتليق باسم فنان كبير رائد هو فوزي محسون وبحضور ابنه (إيهاب)، واليوم تواصل الجمعية نهجها في هذا المجال، وتحتفي برائد كبير هو الأستاذ محمد علي سندي، فرحمهم الله جميعًا، وشكرًا للجمعية هذا الوفاء . * * * إحساس ودّي تفهم دي المعاني ورعشتي بين السطور واهتزاز الحرف بيدي وعجزي عن وصف الشعور (ودي تكون لي)