في طريقي، من مدينة الخفجي، إلى عاصمة المملكة الغراء، عبر طريق قرية العليا، من ثم الصمان، مروراً بمدينة رماح، استوقفتني، مرغماً لوحة تشير إلى «روضة خريم» وعندما بدت لي، أخذني سحرٌ من نوع آخر، صفاء، وهدوء منقطع النظير، ولفحتني نسمة رقراقة، تداعب أحاسيس الوجدان والفكر معاً، فعرفت: لماذا اتخذها ملكنا متنزهاً لراحته، خاصةً في وقت الربيع، وجعل منها محمية طبيعية، للحياة الفطرية، كما لو أنها وليدة الطبيعة التي لم يكدر صفوها شيء! هذه الروضة الرائعة، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، تبعد شرق العاصمة بحوالي مائة كيلومتر تقريباً، اشتهرت شهرة إقليمية وعالمية، حيث عقدت فيها المؤتمرات والاجتماعات مع ملوك وزعماء ووزراء، وشخصيات عربية وعالمية. عندها، ومع كل هذا السحر من الطبيعة، بدأت الأفكار تطرق بابي طرقاً، وكأنها سفينة بلا ربان، ما أن ترسو على شاطئ حتى تبحر لآخر، وكلها حول مملكتنا الحبيبة، من تاريخ تليد، وحاضر مجيد، وقد منّ الله علينا بهذه النعم التي تستحق الشكر. وفجأة استوقفني سؤال، ألح عليّ، وشدّ تفكيري طويلاً: ألا تستحق هذه الروضة الرائعة اسماً للشهرة، يتناقله الإعلام دولياً؟ وقد تغيرت مسميات بعض الأماكن في المملكة، مثل رأس الزور في المنطقة الشرقية، على الخليج العربي، إلى رأس الخير، وكذلك جزيرة جنيه، تغير اسمها إلى جزيرة جنة. وهكذا، أرى أن تأخذ هذه الروضة اسماً يليق بها وبمن اهتم بها، ولعلني أبدأ وأقترح، ليكون اسمها (متنزه الملوك – روضة الملك عبدالله).