شهدت الجلسة الحوارية خلال الكلمة التي ألقاها مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الدكتور فاروق الباز، في افتتاح فعاليات منتدى الإعلام العربي، في فندق جراند حياة بدبي، أمس، جدلاً بينه وبين وزير الثقافة والاتصال الجزائري الأسبق الدكتور محيي الدين عميمور، حول فشل الجيل السابق، ونجاح الجيل الجديد. وبعد أن وصف الباز جيله ب «الفاشل».. رد عليه عميمور رافضاً ذلك النعت، مؤكداً أن الجيل قد أنجز الكثير، وأعدّ لمرحلة التغيير، لكن الباز أصر على فشل الجيل، لأنه لم يحقق أهدافه المعلنة في الوحدة، وتحرير فلسطين، والعدالة الاجتماعية، والقضاء على الأمية. إلى ذلك، قال الدكتور الباز إن العالم العربي يمر بمرحلة حرجة، فإما أن يخرج قوياً متقدماً، أو أن ينقسم فيصبح متشرذماً. موضحا أن نسبة الأمية مرتفعة في العالم العربي، فحوالى 36% من العرب لا يقرؤون، وطالب بأن يأخذ التعليم اهتماماً أكثر. وتحدث في الجلسة الأولى المعنونة «الإعلام العربي وصدمة التغيير» وزير الثقافة التونسي الدكتور المهدي مبروك، والكاتبة في صحيفة الوطن البحرينية سوسن الشاعر، ورئيس قطاع الأخبار السابق في التلفزيون المصري عبداللطيف المناوي، ورئيس تحرير صحيفة «في المرصاد» الإلكترونية موسى برهومة، ومديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وكالة الصحافة الفرنسية رندا حبيب. وسلط المشاركون عبر الجلسة الضوء على التغيير الذي شمل وسائل الإعلام العربية، مع تسارع وتيرة الأحداث الساخنة، ووصوله إلى ما وصف بالانقلاب الجذري لسياسات تلك الوسائل، خصوصاً في البلدان التي شهدت حراكاً سياسياً واجتماعياً. وعصراً، عقدت الجلسة الثانية تحت عنوان «الثورات تعيد رسم خريطة النُخب»، ورأى خلالها أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود، الدكتور عبدالله الغذامي، أنه يجب الالتفات إلى المرحلة الانتقالية بين الثورة وما بعدها، وقال إنه عرف أن الشباب متخوفون مما بعد الثورات، معتبراً أن ما يحدث من فوضى أمر طبيعي كي تعود الأمور إلى مسارها السليم. وأوضح أن حالتي تونس ومصر كانتا استثناء في سلميتهما، فنداء «ارحل» في ميدان التحرير بالقاهرة كان سلمياً، والثورة السلمية استطاعت أن تفرض شروطها. وأضاف أنها لو لم تكن جماهيرية لقُمعت وواجهتها القوة العسكرية. كما رفض الدكتور الغذامي مقارنة تلك الثورات مع العراق، معتبراً أن وجود دموية في الثورة أدى إلى وجود دموية مضادة، ورأى أنه لو لم تلجأ الحكومة هناك إلى الاجتثاث والمنع، أي تشغيل الانتقام الاجتماعي، لما حدث ما نراه اليوم. وأكد الغذامي أخيراً أنه يجب ألا يحدث تصادم بين الثقافة الجديدة والقديم، كي لا يدخل المجتمع في ثقافة الثأر. إلى ذلك، شهدت فعاليات اليوم الأول من الدورة الحادية عشرة لمنتدى الإعلام العربي ثلاث ورش عمل صباحية استضافت إحداها عدداً من «نجوم تويتر» ليعرضوا تجاربهم تحدث فيها المشاركون عن الصدق في تويتر الذي جعل الآخرين يتابعونه، وناقشوا في الورشة التي جاءت بعنوان «نجوم تويتر.. وصدى التغريدات» تنامي رواد «دولة تويتر» الافتراضية، وانتشار تغريدات بعض الأفراد ممن صنعوا نجوميتهم، بما لا يتجاوز 140 حرفاً. وفي الورشة الثانية التي أعدها طلبة الإعلام، رأى بعض الطلاب أن هناك إشكاليات في مضمون خطاب وسائل الإعلام التقليدية، وأن المسؤولية مشتركة بين الشباب وبين القائمين على المؤسسات الإعلامية، من أجل النهوض بدور المؤسسات لتصبح قادرة على مخاطبة مختلف الأجيال والتحدث بلغتهم. وناقشت الورشة الثالثة تحت عنوان «جيل الإعلام الإلكتروني: صحافيون بالفطرة» ما أوصل إليه عالم الإنترنت المنطقة العربية والعالم إلى حال تغيير شامل لمفاهيم التواصل الإنساني، ودخول شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات في حلبة المنافسة مع كبريات وسائل الإعلام في نشر المعلومات والأخبار والصور والمقاطع التلفزيونية، واستخدام بعض رواد الإنترنت لأسلوب نقدي حاد؛ في معرفة أساليب العمل الصحفي وتقاليده، أمام جيل جديد سيكون صحفياً بالفطرة الإلكترونية.