وصفت مريم بن فهد مديرة نادي دبي للصحافة الأوضاع العربية بعد الربيع العربي بالثوران والتغيير، ثم الفوضى والترقب والآمال التي تخبو وترتفع. جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها في بداية الجلسة الافتتاحية، لأعمال منتدى الإعلام العربي في دورته الحادية عشرة التي ينظمها نادي دبي للصحافة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي التي افتتح فعالياتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، وقالت مريم : ربما تصفُ هذه الكلمات حالَ معظمِ العالمِ العربي خلالَ أكثرِ من ثمانيةَ عشرَ شهراً مضت وينسحبُ هذا الوصفُ، على المشهدِ الإعلاميِّ العربي.. فالإعلامُ ليسَ مرآةً للواقعِ والأحداثِ فقط! إنما هو في قلبِها دائماً وشريكٌ في صُنعِها أحياناً.. بخاصةٍ في زمنِ تكاثُرِ الفضائياتِ ومواقعِ الأخبارِ والشبكاتِ الاجتماعيةِ وصحافةِ المواطن، لذلكَ، لم تكن دورة المنتدى هذه لتَخرُجَ عن السياقِ العامِ في العالمِ العربيّ.. سياقِ التغيّيرِ والانكِشاف. فقد كانت حقبةُ الحراكِ السياسيِّ والاجتماعيِّ كاشفةً بامتياز. وتستفيدُ هذه الدورةُ مثلُ سابِقتِها من مخرجاتِ تقريرِنا السنويّ «نظرةٌ على الإعلامِ العربي» بما يُعطي برنامجَ المنتدى مزيداً من العُمقِ والشموليةِ في تناولِ أبرزِ قضايا وظواهرِ ومستجداتِ المشهدِ الإعلامي العربي. وأضافت انه مع انشغالِ الإعلامِ العربيِّ بصخبِ السياسةِ وحراكِ الثوراتِ ومتابعةِ الأزمات وهو انشغالٌ تفرضُه الأحداث رأينا أنّه من الضروريِ التذكيرُ بقضايا التنميةِ الشاملة، والنهضةِ المرجوة، التي تستترُ خلفَ التطوراتِ العربيةِ كافة، وتُفسرُ أسبابَها. وقدمت مريم والمتحدثُ الرئيس في المنتدى العالمَ الدكتورَ فاروق الباز .. باعتباره عالماً عربياً جليلاً، لم تشغلهُ الغربةُ عن همومِ بلدهِ وأُمتِه، بل أفادتُه في رؤيةِ الغابةِ كلِّها، لا بعضَ أشجارِها، وتناول الباز قضايا عدة وشهدت كلمته جدلا كبيرا شارك فيه العديد من الكتاب والمثقفين والإعلاميين، وقد شهدت فعاليات المنتدى مجموعة من الجلسات شاركت فيها نخبة من الحضور الإعلاميين والمثقفين. الإعلامُ ليسَ مرآةً للواقعِ والأحداثِ فقط! إنما هو في قلبِها دائماً وشريكٌ في صُنعِها أحياناً.. بخاصةٍ في زمنِ تكاثُرِ الفضائياتِ ومواقعِ الأخبارِ والشبكاتِ الاجتماعيةِ وصحافةِ المواطن. الجلسة الأولى أكد المشاركون في الجلسة الأولى لمنتدى الإعلام العربي 2012 التي عقدت تحت عنوان «الإعلام العربي وصدمة التغيير» أن مسؤولية النهوض بالإعلام تقع على عاتق عدة أطراف، بدءاً من الإعلاميين المهنيين مروراً بالمجتمع والحكومة وانتهاء بالمؤسسات التعليمية إلى جانب ضرورة وضع التشريعات المتلائمة مع مرحلة التغيير والنهوض. وتحدث خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية نوف علي من مؤسسة دبي للإعلام، كل من مهدي مبروك، وزير الثقافة التونسي، وعبد اللطيف المناوي، الرئيس السابق لقطاع الأخبار في التلفزيون المصري، وموسى برهومة، رئيس تحرير صحيفة «في المرصاد» الإلكترونية، ورندا حبيب، مديرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مؤسسة وكالة الصحافة الفرنسية، وسوسن الشاعر، الكاتبة في صحيفة الوطن البحرينية. وبحثت الجلسة في تطلعات الجمهور اليوم من وسائل الإعلام العربية، وواقع الثقة بين الطرفين في ظل طوفان القنوات الفضائية والصحف الجديدة. كما سلطت الجلسة الضوء على تنامي البيئة التقنية الكفيلة بكسر احتكار المعلومة إنتاجاً ونقلاً. تأثيرالثورات العربية تناولت الجلسة الثانية التي حملت عنوان «الثورات تعيد رسم خريطة النُخب» ضمن فعاليات اليوم الأول للدورة الحادية عشرة لمنتدى الإعلام العربي وقع الثورات العربية على بعض أنظمة الحكم في عدد من الدول العربية الذي أدى الىبروز بنىً نُخبوية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. كما كشف الحراك السياسي والاجتماعي عن مدى بعد المسافة بين الواقع المعاش وعالم النُخب. وقد شهد اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي حضور ما يزيد على 2000 شخص، منهم 400 ضيف من خارج الامارات، بزيادة بنسبة 43 بالمائة عن السنة الماضية. وشارك في الجلسة التي أدارها الإعلامي جميل عازر، من قناة الجزيرة، كل من د. عبد الله الغذامي، أستاذ النقد والنظرية بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، وغانم النجار، أستاذ العلوم السياسية، جامعة الكويت وخيري منصور، كاتب، الأردن ومريم لوتاه، أستاذ مساعد، قسم العلوم السياسية، جامعة الإمارات العربية المتحدة والطاهر لبيب، أستاذ علم الاجتماع، تونس وتميم البرغوتي، كاتب وأستاذ في علوم سياسية، وقال عبد الله الغذامي: إننا لا نزال في المرحلة الانتقالية، حيث إن المثقف النخبوي يعيد التعرف على نفسه والشارع العربي يعبر عن غضبه، لكن علينا قراءة ما يجول في خاطر هذا الجيل المتحمس قراءة صحيحة وسليمة بالمفهوم الثقافي وليس الايديولوجي. سلط المشاركون في الجلسة الثالثة التي اختتمت فعاليات اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي 2012 وحملت عنوان «الناطق الرسمي الأجنبي : دور متزايد وتأثير ملتبس» الضوء على دور المتحدث الحكومي الرسمي كمحور ارتباط هام بين الإعلام والسياسات، بالإضافة إلى المهام التي يضطلع بها هؤلاء المتحدثون. الجلسة الثالثة أدارت الجلسة الإعلامية زينة اليازجي، من مؤسسة دبي للإعلام، وشارك فيها عبد الوهاب بدرخان، الكاتب والمحلل الصحفي، وجينيفر راساميمانانا، المتحدثة الرسمية باللغة العربية من مكتب التواصل الإقليمي بدبي، وزارة الخارجية الأمريكية، وروزماري ديفيس، المتحدثة الرسمية باللغة العربية للحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبراد ستابلز، الرئيس العالمي لشركة أبكو العالمية. وشهدت الجلسة تقديم براد ستابلز، الرئيس العالمي لشركة أبكو العالمية، لدراسة بحثية مشتركة صدرت عن «أبكو انسايت»، وحدة أبحاث الرأي العام العالمي التابعة لشركة أبكو العالمية، ونادي دبي للصحافة، لرصد دور وتأثير الناطقين الرسميين باسم الحكومات الأجنبية، وشملت الدراسة استطلاع آراء نخبة من قادة الرأي من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط لقياس أداء الناطقين الرسميين، ومدى تقبل الجمهور بياناتهم باعتبارها ذات مصداقية وموثوقية. الجلسة الرابعة وقد اتفق الشباب الموهوبون المشاركون في الجلسة الرابعة لمنتدى الإعلام العربي 2012 التي عقدت تحت عنوان « قنوات يوتيوب .. منابر فردية تنافس الفضائيات» على أن المهمة الأساسية لمن يقدمون برامج ساخرة على قنوات اليوتيوب تنحصر في تقديم رؤية مختلفة للأحداث في إطار مبتكر وجذاب وساخر بعيداً عن النمطية التي يتبعها الإعلام التقليدي لكن دون تقديم حلول للمشاكل القائمة. وتحدث خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية علا الفارس، من ال «MBC» كل من أكرم حسني، إعلامي اشتهر بتجسيد شخصية «سيد أبو حفيظة» جمهورية مصر العربية، وباسم يوسف، إعلامي بقناة أون تي في، ورجائي قواس مقدم برنامج «n2ocomedy» على موقع يوتيوب الأردن، وعبد اللطيف مصطفى مقدم برنامج «نشرة غسيل» على موقع يوتيوب، وعمر حسين مقدم برنامج «ع الطاير» على موقع يوتيوب، المملكة العربية السعودية. ورش العمل وقد شهدت فعاليات منتدى الإعلام العربي العديد من الورش شارك فيها الشباب: تناولت ورشة العمل الثانية التي حملت عنوان «الشباب العربي .. أما آن أوان ربيعهم الإعلامي؟» ضمن فعاليات اليوم الأول للدورة الحادية عشرة لمنتدى الإعلام العربي عددا من الأسئلة حول وجهة نظر الشباب في كفاءة وسائل الإعلام في التواصل معهم، بالإضافة إلى رأي الشباب العربي في طرق تضييق الفجوة بين وسائل الإعلام التقليدية وبينهم. وأدار الجلسة إبراهيم استادي، مقدم برامج في إذاعة دبي إف إم، مؤسسة دبي للإعلام، وتحدث فيها كل من: دانا أبو لبن، طالبة في كلية محمد بن راشد للإعلام الجامعة الأمريكية في دبي، وفرح آل إبراهيم، طالبة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، وحصة الشويهي، طالبة في كليات التقنية العليا كلية دبي للطالبات، ومهرة الجنيبي، طالبة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وعبيدة تكريتي، طالبة في كلية محمد بن راشد للإعلام الجامعة الأمريكية في دبي. وأثارت هذه الورشة مجموعة من التساؤلات حول رؤية الشباب حول أداء وسائل الإعلام، ونقلت للحضور اقتراحاتهم وأفكارهم حول العديد من القضايا التي ترتبط بهم. وتطرقت النقاشات خلال الجلسة أيضاً إلى المسؤوليات التي تقع على عاتق الشباب لإيصال صوته للقائمين على وسائل الإعلام التقليدية، وواقع التعليم الجامعي لتخصصات الإعلام من وجهة نظر الشباب. الورشة الثالثة وحملت ورشة العمل الثالثة عنوان «جيل الإعلام الإلكتروني : صحفيون بالفطرة» والقت الضوء على المتغيرات الراهنة نتيجةً لاستخدام أدوات التكنولوجيا التي انعكست على الأوضاع الثقافية والسياسية، وعلى وسائل الإعلام أيضاً التي تعد اللاعب الرئيس في نقل ثقافات الأمم والشعوب. كما ركزت الورشة على مشاركة الشباب في نقل الخبر والصورة والمقاطع التلفزيونية التي لم تعد حصراً على المتخصصين في هذا المجال. وقد أدارت الجلسة آمنة آل علي، أستاذ أصول التربية بجامعة الإمارات، وشهدت مشاركة كل من: علي بن حمد الخشيبان، الكاتب في صحيفة الرياض من المملكة العربية السعودية، والصادق الحمامي،تونس، أستاذ كلية الاتصال، جامعة الشارقة، وغادة عبد المنعم، المفكرة والكاتبة من جمهورية مصر العربية، ولهيب بني صخر، الناشطة السياسية والاجتماعية من الأردن، وماجدة أبو فاضل، مديرة مؤسسة «إعلام بلا حدود» لبنان. وخلال الورشة، قدم الصادق الحمامي مداخلته التي فرق خلالها بين نقل المعلومات وصناعة الخبر. وقد شهد الملتقى مجموعة من الجلسات الأخرى. كما سيشهد توزيع جوائز الصحافة العربية.